تعالي تَريْ روحًا لديَّ ضعيفةً ... تَردَّدُ في جسمٍ يُعَذَّبُ بالي
أيضحك مأسورٌ وتبكي طليقةٌ ... ويسكتُ محزونٌ ويندُب سالي
لقد كنتُ أولى منك بالدمع مقلةً ... ولكنَّ دمعي في الحوادث غالي
فلما طرب طائر السحر، وأذهب نسيمه ما بقلب الساهر من الوَحْر، وطرزت طرة الظلام يد الإصباح، وأرسل الفجر في رداء الليل خيط الصباح، ترحّلنا من ذلك المنزل بعد صلاة الصبح، وسألنا من الله تعالى المعونة والنجح، ثم جزنا وقت الإشراق على الرصيف، وهو عجيب الوضع والترصيف، طول نصف ميل أو ينقص عنه بقليل، ثم سرنا بوادي العَمْق ونزلنا بوسطه وسايرنا النهر الجاري هناك وحللنا بشطه، وذلك وقت الضحى الأعلى من النهار، وما أشبه ذلك المنزل بقول أبي القاسم بن العطَّار:
نزلنا بشاطئ النهرِ بينَ حدائقٍ ... بها حَدَقُ الأزْهار يستوقفُ الحَدَقْ
1 / 80