عنهم والانتقال إلى عشية يوم الأحد ثاني شهر شوال، فجزاهم الله عنّا كل خير ووقاهم كل بؤس وشر وضير.
ومنهم الشيخ العَلاَّمة والقدوة الفهامة المقتفي سنن الهدى وآثاره، خطيب الجامع الكبير، الشيخ شمس الدِّين محمد الحنفيّ الشهير بابن الحمارة، سلّم علينا وتودد بعد صلاة الجمعة بالجامع، وهو بصفة المتودد المتواضع المتخاضع.
ومنهم الشيخ الفاضل العالم الكامل البارع في فنون العلوم وأنواع الآداب، الشيخ عبد الوهاب بن الشيخ إبراهيم بن العُرْضيّ المفتي بحَلَب، حضر لديّ، وسلم عليّ، وسألني عن الخوف والرجاء، فأجبته بما فتح به، وسألني عن حديث: لو وُزِنَ خوفُ المؤمن ورجاؤُه لاعْتَدلا. فقلت له: عدّه الزركشيّ في كتابه في الأحاديث المشتهرة مما لا أصل له، مع أنّ له أصلًا، فإنه أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ثابت البُنانيّ بلفظ: كانا سواء. كما أفاده شيخنا شيخ الإسلام الجلال السُّيُوطيّ في كتابه الدُّرر المنتثرة، ثم أنشدته أبيات أبي نواس في الرجاء:
تَكثَّرْ ما استطعْتَ مِنَ الخطايا ... فإنّكَ بَالغٌ رَبًّا غَفورا
سَتُبْصرُ إن وردْتَ عليه عَفْوًا ... وتَلْقى سيِّدًا مَلكًا كبيرا
1 / 67