عليَّ غالب الأوّل، وتمم الثاني قراءة وأكمل، وكتبتُ له إجازة حسنة جاء فيها ما قلته بديهًا:
فهو الشِّهابُ شبيه البدرِ في شرفٍ ... وفي علاءٍ وتكميلٍ وتنويرِ
والبحر فضلًا وإفضالًا فيا عَجَبًَا ... للبحر كيف انتهى حقًا إلى البيري
ولم يزل أهل تلك الديار والأقطار يطيرون الينا كل مطار، بين سار بالليل وسارب بالنهار (لحصول مآرب وبلوغ أوطار)، فمنهم أحد المتقين وعباد الله الصَّالحين الإمام الفاضل الفَهَّامة الشيخ جمال الدِّين يوسف بن محمد بن عثمان الشهير بابن العوامة، الخطيب والإمام بجامع الطواشي بباب المقام، قرأ عليَّ
مواضع متعددة من المنهاج قراءة سلك فيها أعدل طريق، وأقوم منهاج، محققًا لمعانيها مدققًا لمبانيها، وسمع من نظمي قصيدتي الآتية القافيّة القافية غرة القصائد التي رثيت بها شيخ الإسلام الوالد، ووسمتها بنفث الصدر المصدور وبث القلب المحرور، وأولها:
قلب يذوب وأدمعٌ تتدفقُ ... والجسم بينهما غريقٌ محرق
وسمع أوائل شرحي المنظوم على ألفية ابن مالك، وأخذ عني أشياء كثيرة غير ذلك.
1 / 61