يا طلعةً طَلَعَ الحِمامُ عَلَيْها ... وجَنى لها ثَمَرَ الرَّدى بِيَدَيْها
رَوَّيْتُ من دَمْها الترابَ وطَالما ... رَوَّى الهوى شَفَتَيَّ من شَفَتَيْها
وأجلتُ سَيْفي في مَجال خناقها ... ومَدامِعي تجري على خَدَّيْها
فوَحَقِّ نَعْلَيْها وما وطىء الثَّرى ... شيءٌ أعَزُّ عَلَيَّ من نَعْلَيْها
ما كان قَتْلِيها لأنِّيَ لم أكُنْ ... أبكي إذا سَقَط الغُبَارُ عليها
لكن بَخِلْتُ على سواي بحُسْنها ... وأنِفْتُ من نَظَر العيونِ إليها
وإذا اشتاق إلى الغلام، قبّل البُرْنية المعمولة من رماده، وملأ قدحه منها، واندفع يقول في إنشاده:
أشفقتُ أن يَرِدَ الزَّمانُ بغَدْرِهِ ... أو أُبْتَلى بعد الوِصَالِ بهَجْرهِ
قَمَرٌ أنا استخرجْتُهُ من دَجْنِهِ ... لبليَّتي وأثرته من خدْرهِ
فَقَتَلْتُه ولَهُ عليَّ كرامةٌ ... فليَ الحَشا وله الفؤادُ بأسْرهِ
1 / 46