244

Маталик Анвар

مطالع الأنوار على صحاح الآثار

Исследователь

دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث

Издатель

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

Номер издания

الأولى

Год публикации

1433 AH

Место издания

دولة قطر

الْهمْزَةُ مَعَ الزَّاي
قوله ﷺ: "أُزْرَةُ المُوْمِنِ إلى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ" (١) بضم الهمزة ضبطه أكثر الشيوخ، قالوا: والصواب كسرها؛ لأن المراد به الهيئة، والحالة كالقِعدة والرِّكبة.
وقول ورقة بن نوفل: "وَإِنْ يُدْرِكنِي يَوْمُكَ (٢) أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُوَزَّرًا" (٣) يروى مهموزًا وغير مهموز، أي: نصرًا بالغًا قويًّا. قلت: ومنه الإزار؛ لأن المُؤْتَزِرَ يشد به وسطه، فكان المُؤَزَّرُ مستعار من هذا، ومعناه: المُشَدَّد المُقَوَّى، ومنه قوله سبحانه: ﴿اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي﴾ [طه: ٣١]، أي: قوني به، والأَزْر: القوة. وقال بعضهم: أصله موازرًا، من: وازرت. ويقال فيه أيضًا: آزرت، أي: عاونت.
وقولها: "شَدَّ مِئْزَرَهُ" (٤) المئزر والإزار: ما ائتزر به الإنسان من أسفله،
وفيه تأويلان:
أحدهما: أنه كنايةَ عن البعد عن النساء، كما قال الشَّاعِر (٥):
قَوْمٌ إِذَا حَارَبُوا شَدُّوا مَآزِرَهُم
دُونَ النِّسَاءِ ولَوْ بَاتَتْ بِأَطْهَارِ (٦)

(١) "الموطأ" ٢/ ٩١٤ - ٩١٥ من حديث أبي سعيد الخدري.
(٢) في (س): (يومئذ).
(٣) البخاري (٣، ٣٣٩٢، ٤٩٥٣، ٦٩٨٢)، مسلم (١٦٠) عن عائشة.
(٤) البخاري (٢٠٢٤) عن عائشة، ورواه مسلم أيضًا (١١٧٤) ولفظه: "وَشَدَّ المِئْزَرَ".
(٥) من (د، أ).
(٦) في (س): (بأطمار). وهو من شعر الأخطل، انظره في "ديوانه" ص ١١٠.

1 / 247