Маталик Анвар
مطالع الأنوار على صحاح الآثار
Исследователь
دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث
Издатель
وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية
Номер издания
الأولى
Год публикации
1433 AH
Место издания
دولة قطر
Жанры
Хадисоведение
لا أوثر أحدًا بهم، أي: لا أكرمه بدفنه معهما، ولعله: لَا أُثِيرُهُمْ بِأَحَدٍ، أي: لا أنبش التراب حولهم لدفن أحدٍ، وتكون الباء بمعنى اللام، يقال: أثرتُ الأرض إذا أخرجتُ ترابها.
وقيل: وفي البخاري: " لَأُوثِرَنَّهُ الْيَوْمَ عَلَى نَفْسِي" (١) تعني: عمر، وهذا من الإيثار بمعنى التقديم، وهو يشهد للقول الأول، وقول الفضل: "لَا أُوثرُ بِنَصِيبِي مِنْكَ أَحَدًا" (٢) أي: لا أفضل.
وقول عمر في اليمين بغير الله: "وَلَا آثِرًا (٣) " أي: حاكيًا عن غيري. وفي حديث أبي سفيان مع هرقل: "لَوْلَا الحَيَاءُ مِنْ أَنْ يَأْثُرُوا عَلَيَّ كذِبًا" (٤)
(١) "صحيح البخاري" (١٣٩٢) عن عمر بن الخطاب.
(٢) رواه البخاري (٢٤٥١، ٢٦٠٥، ٥٦٢٠)، ومسلم (٢٠٣٠): عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَاعِدِيِّ ﵁ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ أُتِيَ بِشَرَابٍ، فَشَرِبَ مِنْهُ، وَعَنْ يَمِينِهِ غُلَامٌ، وَعَنْ يَسَارِهِ الأَشْيَاخُ، فَقَالَ لِلْغُلَامِ: "أَتَأْذنُ لِي أَنْ أُعْطِيَ هَوُلاءِ؟ ". فَقَالَ الغُلَامُ: لَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، "لَا أُوثِرُ بِنَصِيبِي مِنْكَ أَحَدًا". قَالَ: فَتَلَّهُ رَسُولُ اللهِ ﷺ في يَدِهِ. ورواه أيضًا البخاري (٢٣٦٦، ٢٦٠٢) بلفظ: "مَا كُنْتُ لأُوثِرَ بِنَصِيبِي". وقول المصنف ﵀: (قول الفضل). كذا سماه ابن بطال في "شرحه" ٦/ ٤٩٤. بينما قال القاضي: جاء عند ابن أبي شيبة مفسرًا أن الغلام: عبد الله بن عباس. "إكمال المعلم" ٦/ ٤٩٩. وكذا قال النووي في "شرح مسلم" ١٣/ ٢٠١ زاد أنه عند ابن أبي شيبة في "المسند"، ولمانظرت في مسند سهل بن سعد في المطبوع من "مسند ابن أبي شيبة" ١/ ٩٣ (١٠٨) وجدت الغلام مبهمًا كما هو في الصحيحين وسائر الكتب! وجزم الحافظان ابن الملقن في "التوضيح" ١٥/ ٣١١، وابن حجر في "هدي الساري" ص ٢٨٢ و٣٢٨، وفي "الفتح" ٥/ ٣١ أنه عبد الله بن عباس. والله أعلم.
(٣) رسمت في (س): (أُوثرا)! والعبارة ساقطة من (أ)، وغير واضحة في (ظ)، والمثبت من "صحيح البخاري" (٦٦٤٧)، و"صحيح مسلم" (١٦٤٦).
(٤) رواه البخاري (٧).
1 / 196