Маталиб Саул
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
بالقرآن الكريم، فتنزيله مختص برسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) فإن الله (عز وجل) أنزل القرآن عليه لأنواع من الحكم قدرها وأرادها فقال (تعالى): كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد وقال (سبحانه): (وأنزلنا عليك القرآن تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون) وقال عز من قائل:
وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين إلى غير ذلك من الآيات البينات الدالة على هذه الحكم التي تنزيله عليه ((صلى الله عليه وآله وسلم))، طريق إلى تحصيلها هذا أمر يختص برسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم))، ولا يمكنه تحصيل تلك الحكم والمقاصد المنوطة بالقرآن الكريم إلا بتنزيله، فمن أنكر تنزيله فقد كذب به وجحده فاتصف بصفة الكفر على ما قال (سبحانه وتعالى): وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور فأنكروا تنزيله على ما نطق به القرآن الكريم وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء، فتعين قتالهم إلا أن يؤمنوا فقاتل رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) إلى أن دخل الناس في دين الله أفواجا فهذا بيان القتال على تنزيله.
وأما تأويله فمعناه تفسيره وما يؤول إليه آخر مدلوله، فمن حمل القرآن الكريم على معناه الذي اقتضاه لفظه من مدلول الخطاب، وفسره بما تناوله من معانيه المرادة به فقد أصاب سنن الصواب، ومن صدف عن ذلك وصرفه عن مدلوله ومقتضاه وحمله على غير ما أريد به مما يوافق هواه، وتأوله بما يضل به عن نهج هداه معتقدا أن محمله الذي ادعاه ومقصده الذي افتراه فنجاه، هو المدلول الذي أراده الله تعالى فقد الحد في القرآن حيث مال به عن مدلوله ووضعه في غير موضعه، وأثبت به ما لا يحل إثباته وخالف فيه أئمة الهدى واتبع داعي الهوى فاقتدى فتعين قتاله ان أصر على ضلالته ودام على مخالفته واستمر في جهالته وتمادى في مقالته، إلى أن يفيء إلى أمر الله وطاعته. ولهذا جعل رسول
Страница 102