الناصر صاحب دمشق للوزارة، فتنصل منه واعتذر، فلم يقبل منه، فباشرها يومين ...).
وقال اليافعي في (مرآة الجنان ) في وفيات (سنة 652 ه): (وفيها توفي الكمال محمد بن طلحة النصيبي، المفتي الشافعي، وكان رئيسا محتشما، بارعا في الفقه والخلاف ...).
ثم حكى عن ابن الأصمع قال: طلعت جبل لبنان، فوجدت فقيرا فقال: رأيت البارحة في المنام قائلا يقول:
لله درك يا بن طلحة ماجدا
ترك الوزارة عامدا فتسلطنا
لا تعجبوا من زاهد في زهده
في درهم لما أصاب المعدنا
قال: فلما أصبحت، ذهبت إلى الشيخ ابن طلحة، فوجدت السلطان الملك الأشرف على بابه وهو يطلب الإذن عليه! فقعدت حتى خرج السلطان، فدخلت عليه فعرفته بما قال الفقير، فقال: إن صدقت رؤياه فأنا أموت إلى أحد عشر يوما. وكان ذلك!!).
وترجم له ابن الفوطي في (تلخيص مجمع الآداب) في المجلد الخامس منه (ص: 255) برقم (515) بلقبه كمال الدين، ووصفه بالوزير القاضى الخطيب، المنشئ وقال: (كان عارفا بفنون كثيرة من المذهب، والأصول، والفرائض، والخلاف، والتفسير، والنحو، واللغة، والترسل ونظم الشعر، ذكره ابن الشعار في كتابه، وذكر أنه سافر إلى خراسان وسمع رضي الدين المؤيد بن علي الطوسي، واتصل بالملك الأشرف (موسى بن يوسف آخر الأيوبيين بمصر والشام (648- 659)، المتوفى سنة (617 ه) وفوض إليه أموره، وأنفذه رسولا إلى الملوك، وتوجه إلى حلب (سنة 642 ه)، وخاطبه بالوزارة (سنة 648 ه)، وله تصانيف، وهو صاحب الدائرة التي ذكر فيها مدة العالم، ثم تزهد وخرج من جميع ما كان فيه من الوزارة، وتوفي في رجب سنة اثنين وخمسين وستمائة هجرية، ودفن بمقام إبراهيم الخليل (عليه السلام).
Страница 8