Маталиб Саул
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
وقال نافع بن جبير يوما لعلي بن الحسين (عليهما السلام)): أنت سيد الناس وأفضلهم فتذهب إلى هذا العبد فتجلس معه- يعني زيد بن أسلم- فقال له: ينبغي للعلم أن يتبع حيث كان.
ولما حج هشام بن عبد الملك قبل أن يلي الخلافة فاجتهد أن يستلم الحجر الاسود فلم يمكنه، وجاء علي بن الحسين فوقف له الناس وتنحوا حتى استلم فقال جماعة هشام لهشام: من هذا؟ فقال: لا أعرفه فسمعه الفرزدق فقال: لكني أعرفه، هذا علي بن الحسين زين العابدين وأنشد هشاما من الأبيات التي قالها في أبيه الحسين وقد تقدم ذكرها:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم
هذا التقي النقي الطاهر العلم
يكاد يمسكه عرفان راحته
ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
إذا رأته قريش قال قائلها
إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
ان عد أهل التقى كانوا ائمتهم
أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله
بجده أنبياء الله قد ختموا
فليس قولك من هذا بضائره
العرب تعرف من أنكرت والعجم
اي الخليقة ليست في رقابهم
لأولية هذا أوله نعم
من يعرف الله يعرف أولية ذا
والدين من بيت هذا ناله الامم
فزاد فيها الأبيات لمخاطبة هشام بذلك، فحبسه هشام فقال وهو في الحبس:
أيحبسني بين المدينة والتي
اليها قلوب الناس يهوي منيبها
يقلب رأسا لم يكن رأس سيد
وعينا له حولاء باد عيوبها
فأخرجه من الحبس فوجه إليه علي بن الحسين عشرة آلاف درهم وقال: اعذرنا يا أبا فراس فلو كان عندنا في هذا الوقت أكثر من ذلك لوصلناك به، فردها الفرزدق وقال: ما قلت ما كان إلا لله لا أرزأ عليه شيئا
Страница 273