Маталиб Саул
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
هذي المزايا بعض ما حلي به
وحبي من الخيرات والبركات
وله وظائف طاعة أورادها
معمورة الآناء والأوقات
بعبادة وزهادة وتورع
وتخشع وتدرع الإخبات
وتقلل وتوكل وتفكر
وتدبر وتذكر المثلات
وإذا الظلام سجا ينادي ربه
متضرعا بالذكر والدعوات
يعنو له بخضوع قلب خاشع
وهموع طرف مسبل العبرات
علم علت درجاته وفضائل
شرفت معارجها إلى الشرفات
ومناقب درت له اخلافها
بلبانها معسولة الحلبات
نطقت بها آي الكتاب وحسبها
أن جاء شاهدها من الآيات
الفصل الثامن: في شجاعته وزهادته ومواقفه:
قبل الشروع في تفاصيل هذه المزايا المشار إليها لا بد من بيان حقيقة الشجاعة بذكر ماهيتها، ثم بعد ذلك يقع الكلام في بيان اتصافه ((عليه السلام)) بها وظهور آثارها منه.
فأقول: الشجاعة عبارة عن قوة في القلب تبعث على الاقدام على ارتكاب الأفعال المخوفة، فكل من حصلت له هذه الحالة فقد اتصف بالشجاعة فيسمى شجاعا وقد كان ((عليه السلام)) قد منحه الله (عز وعلا) بها وآتاه إياها، فإن قوة قلبه الباعثة على اقدامه على ارتكاب الأهوال في ملاقاة الأبطال، والانغماس في تيار الأخطار المختطف مهج الآجال كانت ظاهرة على أعطافه، منتشرة في جوائحه وأطرافه مشتهرة من نعوته وأوصافه منذرة كل من تعرض لنزاله وجلاده بتجديله واتلافه، يحذر أجلاد الرجال جلاد مقامه ويفر شداد الابطال عند اشتداد إقدامه ويقطر غمام نقع مواقفه نفوسا برعد ضربه وبرق حسامه، وتتحاماه الآساد في استدارة رحى الحروب وتتجافاه المراد عند تضايق مارق كل أسلوب، له وثبات تقطع رواسي الرءوس وتقتلع رواسخ القلوب، وثبات
Страница 137