128

هذي المزايا بعض ما حلي به

وحبي من الخيرات والبركات

وله وظائف طاعة أورادها

معمورة الآناء والأوقات

بعبادة وزهادة وتورع

وتخشع وتدرع الإخبات

وتقلل وتوكل وتفكر

وتدبر وتذكر المثلات

وإذا الظلام سجا ينادي ربه

متضرعا بالذكر والدعوات

يعنو له بخضوع قلب خاشع

وهموع طرف مسبل العبرات

علم علت درجاته وفضائل

شرفت معارجها إلى الشرفات

ومناقب درت له اخلافها

بلبانها معسولة الحلبات

نطقت بها آي الكتاب وحسبها

أن جاء شاهدها من الآيات

الفصل الثامن: في شجاعته وزهادته ومواقفه:

قبل الشروع في تفاصيل هذه المزايا المشار إليها لا بد من بيان حقيقة الشجاعة بذكر ماهيتها، ثم بعد ذلك يقع الكلام في بيان اتصافه ((عليه السلام)) بها وظهور آثارها منه.

فأقول: الشجاعة عبارة عن قوة في القلب تبعث على الاقدام على ارتكاب الأفعال المخوفة، فكل من حصلت له هذه الحالة فقد اتصف بالشجاعة فيسمى شجاعا وقد كان ((عليه السلام)) قد منحه الله (عز وعلا) بها وآتاه إياها، فإن قوة قلبه الباعثة على اقدامه على ارتكاب الأهوال في ملاقاة الأبطال، والانغماس في تيار الأخطار المختطف مهج الآجال كانت ظاهرة على أعطافه، منتشرة في جوائحه وأطرافه مشتهرة من نعوته وأوصافه منذرة كل من تعرض لنزاله وجلاده بتجديله واتلافه، يحذر أجلاد الرجال جلاد مقامه ويفر شداد الابطال عند اشتداد إقدامه ويقطر غمام نقع مواقفه نفوسا برعد ضربه وبرق حسامه، وتتحاماه الآساد في استدارة رحى الحروب وتتجافاه المراد عند تضايق مارق كل أسلوب، له وثبات تقطع رواسي الرءوس وتقتلع رواسخ القلوب، وثبات

Страница 137