Маталиб Саул
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
انهمك الناس في شربها واستحقروا ضرب الأربعين، شاور عمر الصحابة في ذلك فقال علي ((عليه السلام)): نراه إذا شرب سكر وإذا سكر هذى وإذا هذى افترى وعلى المفتري ثمانون، فبلغوا به حد المفتري فأخذ عمر بهذا القول من علي ((عليه السلام)) وصار يجلد في الخمر ثمانين.
وفي هذه القصة إشارة إلى احاطة علي ((عليه السلام)) بمادة غزيرة من الفقه، حيث رد الفرع إلى الأصل وجعل للملزوم حكم لازمه واستخرج ما ذكره فلم يخالفه فيه أحد.
ولقد قال ابن عباس (رض): خطبنا عمر فقال: علي أقضانا وأبو بكر أقرأنا وإنا لنترك أشياء من قول أبي بكر.
ونقل أن عمر جمع أصحاب النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم)) يستشيرهم وفيهم علي ((عليه السلام)): فقال له: قل يا أبا الحسن فأنت أعلمهم وأفضلهم.
وقال ابن عباس: أعطي علي ((عليه السلام)) تسعة أعشار العلم وإنه لأعلمهم بالعشر الباقي.
الفصل السابع: في عبادته وزهده وورعه:
أما عبادته ((عليه السلام)) فاعلم سلك الله (تعالى) بنا وبك سبيل السعادة أن حقيقة العبادة هي الطاعة، فكل من أطاع الله تعالى وقام بامتثال الأوامر واجتناب المناهي فهو عابد، ولما كان متعلقات الأوامر الصادرة من الله تعالى على لسان رسوله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) متنوعة، كانت العبادة بحسب ذلك متنوعة، فمنها الصلاة ومنها الصدقة ومنها الصيام إلى غيرها من الأنواع وكل ذلك كان علي ((عليه السلام)) قائما فيه مقبلا عليه مسارعا إليه متحليا به، حتى ادرك بمسارعته إلى طاعة الله ورسوله ما فات غيره، فإنه جمع بين الصلاة والصدقة فتصدق
Страница 124