Маталиб Саул
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
وثامنها: علم مكارم الأخلاق وحسن الخلق، وقد بلغ في ذلك إلى الغاية القصوى حتى نسب من غزارة حسن خلقه إلى الدعابة، وكان مع هذه الغاية في حسن الخلق ولين الجانب يخص ذلك بذوي الدين واللين، وأما من لم يكن كذلك فكان يوليه غلظة وفظاظة للتأديب حتى روي عنه ((عليه السلام)) أنه قال في هذا المعنى:
ألين لمن لان لي جنبه
وأنزو على كل صعب شديد
كذا الماس يعمل فيه الرصاص
على أنه عامل في الحديد
وتاسعها: علم الشجاعة والقوة واتصافه بذلك أشهر من النهار وأظهر من الشمس لذوي الأبصار، وقد كان في الصحابة (رض) جماعة من الشجعان كخالد بن الوليد المسمى سيف الله وأبي دجانة الأنصاري وغيرهما (رض)، وكان كل منهم معترفا لعلي ((عليه السلام)) بالرجحان على الشجعان، وسيأتي تمام هذا البيان في الفصل المرصد لذلك إن شاء الله (تعالى).
وعاشرها: وهي القاعدة الواكف صيب صلاحها المزدلف سبب اصلاحها والوارف على الملة ظل جناحها الصارف حكمها عن الأمة محذور جناحها، التي من أحكمها علا على شرف الشرف قدم قدره، وسما في أوج العلا كواكب ذكره، وفاق في الآفاق بفضله عظماء عصره وساق إليه قيامه باحكامها وافر أجره وأجزاء وفره، وهي علم الفقه الذي [هو] مرجع الأنام ومجمع الأحكام ومنبع الحلال والحرام وبه يقطع شغب الخصام عند الحكام. وقد كان علي ((عليه السلام)) متضلعا من أقسامه مطلعا على غوامض أحكامه منقادا له بزمامه مشهودا له فيه بعلو محله ومقامه، ولهذا خصه رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) بعلم القضاء على ما تقدم شرحه، وقال ((عليه السلام)): لو كسرت لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة، على ما سبق بيانه، ولأجل ذلك قال عمر بن الخطاب: أي معضلة ليس لها أبو الحسن وقال سعيد بن المسيب: كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن.
Страница 120