Маталиб Саул
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
الحرب خدعة وإني سمعت رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) يقول: «سيخرج قوم في آخر الزمان حدثاء الأسنان سفهاء الاحلام يقولون من قول خير البرية يقرءون القرآن لا يجاوز إيمانهم جراجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم عند الله يوم القيامة».
فهذه الأحاديث الصحيحة والأخبار الصريحة شاهدة لعلي ((عليه السلام)) على لسان رسول الله بأنه بمقاتلة هؤلاء أولى بالله (عز وعلا) منهم، وإن له طوبى وهو المحل الرفيع في الجنة، وإن في قتلهم أجرا عند الله يوم القيامة، وإن لمقاتليهم عند الله ما قضى لهم على لسان نبيهم ما لو علموا به لنكلوا عن العمل استغناء بمقاتلتهم عن بقية الطاعات. وفي هذا دليل واضح لعلي ((عليه السلام)) بكمال فضيلته وإجلال منزلته ورجحان أجره ومثوبته وزيادة تقربه إلى الله (عز وعلا) بطاعته، وأنه بقتاله إياهم ليرجعوا عن ضلالتهم ويذعنوا للحق الذي أوجبه الله (تعالى) عليهم من انقيادهم إلى طاعة الله (عز وعلا) مقتديا برسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم))، في قيامه بمقاتلة المشركين الجاحدين ليرجعوا عن شركهم وينقادوا لما أوجبه الله (تعالى) عليهم من إجابة رسوله إلى الدخول في الإسلام والاذعان بالإيمان، وناهيك بها فضيلة ومنقبة أثيلة ومزية في الأولى والآخرة عريضة طويلة، فقد صدرت هذا الفصل المعقود لبيان فضله الموفور علمه، المشهور من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بما فيه شفاء الصدور ووفاء بالمستطاع المقدور، واهتداء بخروج القلوب الضالة من الظلمات إلى النور واقتصرت عليها لكونها واضحة جددا راجحة صحة ومعتقدا، وقد جعلت المعقبات الإلهية من بين يديها ومن خلفها لحفظها رصدا، ولم أتجاوزها إلى (إيراد) أخبار كثيرة عددا واهية سندا ومستندا، غير أني قد أردفتها من المعقول بمعان مستغربة الإشارات، مستعذبة العبارات مهذبة الكلمات، مركبة المقدمات معسولة الحلبات موصولة العذبات، تمنح
Страница 109