حاولت بعض السيارات أن تدخل، ولكن الجندي أطلق الرصاص في الهواء. الكل خاف، وبدأ بالتراجع. المدرسون والناظر دخلوا، ولحقهم بعض الطلاب، وبعض المارة.
دارت في خلدي فكرة، فناديت على زميلاتي في الصف، أن يساعدنني في حمل الكرنب. كل واحدة تحمل كرنبة في ثيابها، وتنقلها إلى الجهة الأخرى من الحاجز.
بادرن في المساعدة، ووضعت كل واحدة منهن كرنبة في ثيابها. كأن عشرات من الفتيات حوامل، وكان شيئا مضحكا.
حتى مزيون وضع كرنبة في ثيابه، وحمل كرنبة في يده.
رأى الجندي المنظر، وصرخ بصوت عال: «لماذا بطونكم منتفخة؟ كأنكن حوامل.»
دخلنا الحاجز، ونقلنا الكرنب إلى الناحية الأخرى، حتى صاحب الحمار دخل مع حماره بعد أن فك «الكارة» عنه.
رحنا نركض ناحية السوق، والحمار يركض خلفنا، ومن يتعب يحمل الكرنبة على ظهره.
وصلنا السوق. فبسط جدي قطعة كبيرة من النايلون على الأرض، وصرنا نضع رءوس الكرنب عليها، ونرتبها بشكل هرمي. رواد السوق شموا رائحة الكالونيا تفوح في كل مكان.
الكل اقترب، وبعضهم اشترى دون نقاش على السعر. صديقة جدتي اليهودية المغربية تقدمت إلينا، فحاول جدي أن يبتعد، سألت: «أين هي؟ لماذا زوجتك ليست معك يا رجل؟ أشم رائحتها، أي شيء تزرعه جدتك يكون مميزا.»
كانت توجه الحديث لي.
Неизвестная страница