رغم أن مزيون أضحكني، ولكني كنت حزينة على معلمتي، وقررت أن أزورها في المستشفى.
أخذت بعض الزهور التي جمعتها من مزرعتنا، وزينتها بورق أحمر من كراسة الرسم، وكتبت عليها: «حمدا لله على السلامة.»
ورسمت صليبا كبيرا، وكنت خائفة أن يراني أحد حين كنت أرسم الصليب، ولا أعلم لماذا.
خرجت مسرعة من البيت، ولم أخبر أحدا إلى أين أذهب.
وصلت المستشفى الحكومي، وسألت كاتب الاستقبال: «أين أجد معلمتي؟»
أجابني: «في قسم الكلية الصناعية.»
صعدت درجات المشفى، ووصلت إلى غرفتها، فلم أجدها.
سألت أحد المرضى في المكان، وكان يجلس على كرسي، ويحمل عشرات الخراطيم الفضية، بعضها فيه دم، وبعضها فيه سائل شفاف، «أين هي؟»
أخبرني أنها خرجت من المستشفى، وستسافر إلى الأردن، لأن حالتها غير مستقرة، وهي الآن مع أبيها على الحاجز.
الحاجز ليس ببعيد عن المستشفى، والحاجز قريب من كل جزء عندنا، تجده حتى في أحلامك، ركضت مسرعة، وقلت في نفسي: «سوف ألحق بها على الحاجز.»
Неизвестная страница