الوحيد الخاسر، هو الولد الأبيض، ذو الخدود المنتفخة، فحين يبدأ العراك، يحاول أن يهرب. ولكن مزيون يلحق به، ويمسكه، ويضربه، فتحمر خدوده أكثر كأنها حبات طماطم طازجة.
لكن الغريب في هذا الولد، أنك تأخذ ما تشاء من ألعابه وخبزه أو مصروفه، فلا يغضب، ولكنه يغضب بشدة حين تتسخ ملابسه، ويصبح كثور هائج يضرب الكل، حتى أنا ومزيون نفر من المكان، كأنه مصارع أمريكي في الحلبة. •••
لا يقتصر هذا الموسم الغني على اللعب بنوى المشمش، لكن الكثير من الألعاب تنتشر في هذا الصيف.
لعبة البنانير «البلى الكروية البلورية». كل عشرة أطفال يتجمعون في حلبة المنافسة للعب، يرسمون مثلثا كبيرا «مور» حيث يضع كل واحد خمسة بنانير داخل المثلث الكبير، ثم نرسم خطا مستقيما على بعد مترين من المور، ويقذف كل واحد بنورا يسمى الصياد ناحية المثلث، وحين يرتطم الصياد بالحبات يخرجها من المثلث، فيحصدها ربحا له، ثم يكرر اللعب عشرات المرات، من قوانين اللعب الصعبة: عدم مغادرة اللاعب اللعبة، حتى يخسر كل ما لديه من بنانير.
البنانير شهية للمشاكل، حين ترى أكثر من خمسين بنورا داخل المثلث، وتبدأ رغبة السرقة عند الأطفال الذين لا يملكون البنانير.
كنت أراقب اللعب من بعيد، وحين أشعر أن الأطفال لهم الرغبة في امتلاك بعض منها، أعطيهم الإشارة لهم بالهجوم على المثلث، فتبدأ حرب ضروس كبيرة.
الأطفال البيض والأنيقون يبكون؛ لأنهم خسروا ما يملكون دون لعب، وثيابهم اتسخت من العراك.
ماسة
حين شرح أستاذ العلوم الفرق بين المعادن والعناصر الفيزيائية، علمت أنه لا فرق بين الكربون والماس إلا في تنظيم العناصر الداخلية، والضغط العالي المصحوب بالحرارة.
سرحت في كلام الأستاذ، فلو كنت سيئا وهشا مثل الكربون، ونظمت حياتك، وتعلمت الصبر والجلد لأصبحت ماسا، والكل يحترمك ويقدرك.
Неизвестная страница