Масират Масрах Фи Миср
مسيرة المسرح في مصر ١٩٠٠–١٩٣٥ : فرق المسرح الغنائي
Жанры
لم يستطع إسكندر فرح تحمل هاتين الصدمتين، فحل فرقته وأخذ يؤجر مسرحه لعروض الفصول المضحكة والأشرطة السينمائية والسيرك.
76
واختفى اسم إسكندر فرح عن الساحة المسرحية لمدة عام ونصف تقريبا حتى ظهر مرة أخرى بمقالة كتبها إسكندر فرح بنفسه، وهي عبارة عن بيان وإعلان لبداية جديدة لفرقته المسرحية، نشرتها جريدة «الوطن» في 3 / 2 / 1909، تحت عنوان «التمثيل العربي بقلم خبير»، ومما جاء فيها: ... أصدق دليل على رقي فن التمثيل العربي هو أننا سائرون مع أوروبا خطوة بخطوة، فنحن اليوم نمثل في مراسحنا عين ما تمثله هي في مراسحها، وإذا كنا في حاجة إلى الأبنية الضخمة والدور الشاهقة، فليس تقصيرنا في ذلك ناشئا من إهمالنا نحن القائمين بخدمة هذا الفن، وإنما هو يرجع إلى سببين لا ثالث لهما؛ الأول: غض طرف الحكومة عن أخذها بيد القائمين بأعباء هذا الفن، وإحجامها عن مساعدتهم بشيء من فضلاتها. وإنه لمن العجب أن نراها تبسط يدها في مساعدة التمثيل الإفرنكي وشد أزره، بينما هي تضن على التمثيل العربي، ولربما لا تعترف له بوجود، وهذا لعمري من الألغاز التي يعسر حلها حتى على الحكومة نفسها.
أما السبب الثاني فهو توجيه نظر الكثيرين ممن ولعوا بمشاهدة التمثيل وانصرافها إلى غير ما يراد منه؛ ولذلك لم يكن الإقبال على مشاهدة الروايات التي مرت الإشارة إليها كما كنا ننتظر، وهي الروايات التي لها في أوروبا مكانة لا تعلوها مكانة. هذان هما السببان اللذان حالا دون وصول التمثيل العربي إلى الدرجة المطلوبة، وأننا لا رجاء لنا برجوع الحكومة عن تعنتها وإصرارها على إهمال فن التمثيل العربي، غير أنه يسرنا أن عشاق هذا الفن قد توجهت أفكارهم إلى سماع المفيد منه، وهذا ما حدا بنا إلى استئناف العمل الذي كنا آلينا على نفسنا القيام به منذ سنين، وظهر إذ ذاك أن الاستعداد له غير تام. أما الآن فقد تبدلت الحال، وظهر من دلائل الحياة في الأمة المصرية الكريمة ما دل على أنه تطلب ذلك النوع من الروايات الراقية؛ ولذلك بات أملنا وطيدا ورجاؤنا قويا في الوصول إلى الدرجة التي يطمح إليها من كرس نفسه لخدمة هذا الفن الجليل، فعقدنا النية على التصدي لخدمته بهمة لا يتطرق إليها الملل، ولا يتسرب إليها الفتور والكسل، فاخترنا جوقة من خيرة الشبان المتعلمين المهذبين الذين مارسوا هذا الفن وأمهر الممثلات المهذبات، وسنبتدئ بعون الله بالتمثيل في مساء الخميس؛ أي ليلة الجمعة الموافق 4 فبراير سنة 1909. والله نسأل أن يعضدنا ويأخذ بيدنا، إنه سميع الدعاء مجيب النداء.
توقيع
إسكندر فرح مدير جوق مصر العربي
ورغم هذا التصريح الحماسي من إسكندر فرح، إلا أنه فشل فشلا كبيرا في جذب الجمهور إليه؛ بسبب عدم وجود العنصر الإداري الخبير لوفاة المدير قيصر فرح، وأيضا لعدم وجود العناصر البشرية المحترفة في التمثيل؛ حيث كان أفراد فرقته من الهواة. والدليل على ذلك عدم ذكر أي اسم من أسماء الممثلين في الإعلانات الخاصة بالفرقة في هذه الفترة، هذا بالإضافة إلى أن الفرقة لم تعرض أية مسرحية جديدة، بل أعادت مسرحياتها القديمة، ومنها: «الإرث المغتصب»، «ابنة حارس الصيد»، «الطواف حول الأرض».
77
ونتج عن هذا قيام إسكندر فرح بحل فرقته بعد شهر واحد، واعتزل الفن المسرحي اعتزالا نهائيا، ولم نسمع عنه طوال سبع سنوات صمتت الصحف عنه وعن أخباره الفنية، حتى عادت في أغسطس 1916 فذكرته وذكرت أخباره وتاريخه الفني بعد أن أصبح اسمه الجديد «المرحوم إسكندر فرح»!
78
Неизвестная страница