كانت هذه المحادثة تجري في القسم الخلفي من المتجر في وقت ما بعد الظهيرة، عندما كانت بيج قد خرجت لتتناول شطيرة. «لم تتفوه بكلمة إلي. لا شيء على الإطلاق. قلت: «كيف لم تتفوهي بأي كلمة بشأن هذا يا بيج؟» فقالت: «كنت أعرف أنك ستعرفين قريبا.» قلت: «نعم، لكن كان بإمكانك إخباري.» قالت: «أنا آسفة.» مثلما تعتذر عن شيء بسيط مثل استخدام قدحي الخاص بالقهوة. ليس هذا هو السلوك المنتظر من بيج أبدا.» •••
كان روبرت قد فرغ مما يفعله في متجر كينيلي في وقت الظهيرة تقريبا، وقرر أن يعود إلى جيلمور قبل أن يتناول أي شيء. كان ثمة مطعم على الطريق السريع خارج البلدة، على الطريق من كينيلي، وكان يعتقد أنه يستطيع التوقف هناك. كان بعض سائقي الشاحنات والمسافرين عادة ما يتناولون طعامهم في هذا المطعم، لكن معظم من كان يذهب إلى هناك من السكان المحليين؛ مزارعون عائدون إلى مزارعهم، أصحاب أعمال وموظفون كانوا قد غادروا البلدة بسياراتهم. أعجب روبرت بالمطعم، وكان قد دخله اليوم وهو مبتهج. كان جائعا جراء عمله في الهواء البارد، ويشعر بروعة الضوء الساطع في ذلك اليوم، وبدا له الثلج في الحقول منحوتا، خاطفا للأبصار، جامدا مثل الرخام. كان يخالطه الشعور الذي كان يراوده في جيلمور عادة، الشعور بالسير في اتجاه مسرح غير معروف، تعرض عليه مسرحية مفككة، لطيفة. وكان يعرف الدور الذي يقوم به؛ أو كان يعرف - على الأقل - أن ارتجالاته لن تفشل. كانت حياته في جيلمور في بعض الأحيان تبدو كما لو كانت يمكن وصفها هكذا، لكنه إذا حاول أن يصفها على هذا النحو، فكانت ستبدو كما لو كانت حياة مصطنعة، شيئا منتحلا، غير جاد تماما. وكان العكس تماما هو الصحيح. لذا، عندما كان يلتقي أحد الأشخاص من حياته القديمة، مثلما كان يصادف بعض الأشخاص في بعض الأحيان عندما كان يذهب إلى تورونتو، وكان يسأل عن طبيعة الحياة في جيلمور، كان يقول: «لا أستطيع أن أصف كيف أحبها!» وهو ما كان حقيقيا تماما. ••• «لماذا لم تهاتفيني؟» «كنت في السطح.» «كان بإمكانك أن تهاتفي المتجر وتخبري إيلي. كانت ستخبرني.» «بم كان سيفيد ذلك؟» «كنت سأعود إلى البيت على الأقل.»
كان قد عاد مباشرة من المطعم إلى المتجر، دون تناول ما كان قد طلبه. لم يعتقد أنه سيجد بيج في أي حالة من حالات الانهيار - كان يعرفها جيدا بحيث يدرك أنها لن تفعل ذلك - لكنه كان يعتقد أنها ستريد أن تعود إلى المنزل، وتطلب منه أن يعد لها شرابا، وتقضي بعض الوقت في إخباره عن الأمر.
لم تكن ترغب في ذلك. كانت تريد أن تخرج إلى الشارع إلى المخبز لتشتري طعامها المعتاد؛ شطيرة لحم خنزير بالجبن. «سمحت لكارين بالذهاب لتناول الغداء، لكن لم يكن لدي وقت. هل أجلب لك شطيرة؟ إذا لم تتناول الغداء في المطعم، فلن أفعل أنا أيضا.»
عندما جلبت له الشطيرة، جلس وأكلها على المكتب حيث كانت تتفحص الفواتير. وضعت بنا جديدا وماء في ماكينة القهوة. «لا أستطيع أن أتخيل كيف عايشنا هذا الأمر.»
نظر إلى معطف بيج الأرجواني الفاتح المعلق إلى جانب معطف كارين الأحمر على باب الحمام. كانت ثمة بقعة طويلة جافة على معطفها من طلاء عنابي اللون، ممتدة حتى طرفه.
لم يكن ذلك طلاء بالطبع. لكن على معطفها؟ كيف جاء الدم على معطفها؟ يبدو أنها احتكت بهما في تلك الحجرة. يبدو أنها اقتربت كثيرا منهما.
ثم تذكر الحديث في المطعم، وأدرك أنها لم تكن بحاجة إلى الاقتراب هكذا. ربما جاءت الدماء من إطار الباب. كان الشرطي في المطعم، وقال إن ثمة دماء في كل مكان، وليس دماء فقط.
قال أحد الرجال في المطعم: «لم يكن يجدر به أن يستخدم بندقية في أمر كهذا.»
قال آخر: «ربما لم يكن يملك إلا هذه البندقية.» •••
Неизвестная страница