(وبطل الوعيد مع بعث الرسل=
وجاء تكليف الجماد كالنبل)
(وخلقه أفعالنا وعلمه =
بهن لا يوجب جبرا حكمه)
(كذاك كونها لها مرادا=
لأنه قد خير العبادا)
(قوله وفاسق من قال إن الله جل قد جبر الإنسان) الخ أي من قال إن الله - عظم شأنه - قد جبر المكلف على فعله الحسن والقبيح وإنه لم يجعل له اختيار في شيء من ذلك ولا كسبا له ولا استطاعة على إتيانه، فهو فاسق لأنه حمل أفعاله جميعا على الله تعالى ويبطل بمذهبه هذا إرسال الرسل وإنزال الكتب والوعد والوعيد والمواعظ والحكم والمدح والذم لأن من كان مجبورا على فعل من الأفعال مضطرا إليه لا يستطيع عنه محولا كان إرسال الرسل إليه ووعده إن امتثل ووعيده عن لم يمتثل مع أن لا يستطيع شيئا من ذلك عبث لا يليق بشأن الحكيم ولا يستحق المدح على امتثاله ولا الذم على عدمه.
(أجابوا): بأنه استحق المدح والذم لما خلق الله فيه ذلك الممدوح أو المذموم كما يقال في الألوان هذا حسن وهذا قبيح فيمدحان بفعل الغير إذ من المعلوم أنها لم تكتسب بنفسها الحسن والقبيح وإرسال الرسل وإنزال الكتب والوعد والوعيد، علامة لأهل السعادة وأهل الشقاوة.
Страница 175