( قوله وسنة الرسول) أي ومخالف لسنة الرسول فإنه صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تنال شفاعتي أهل الكبائر من أمتي)). وقال: ((ليست الشفاعة لأهل الكبائر من أمتي)) وفي رواية جابر([10]) بن زيد رضي الله عنه أنه لما نزلت ((وانذر عشيرتك الأقربين))([11]) جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يفخذ أفخاذ قريش فخذا فخذا حتى أتى على بني عبد المطلب فقال يا بني عبد المطلب إن الله أمرني أن أنذركم ألا وإني لا أغني عنكم من الله شيئا إلا وإن أوليائي منكم المتقون ألا لأعرفن ما جاء الناس غدا بالدين وجئتم بالدنيا تحملونها على رقابكم يا فاطمة بنت محمد، ويا صفية عمة محمد، اشتريا أنفسكما من الله فإني لا أغني عنكما([12]) من الله شيئا.
(قوله والألباب) أي العقول أي ذلك القول مخالف لأهل الألباب كما انه مخالف للكتاب والسنة وذلك لأنهم مجمعون على نفي الشفاعة عن أهل الكبائر ولا عبرة من خلاف من خالفهم في ذلك، وعبر بالألباب والمراد أهلها تنبيها على أن لهم ألبابا كاملة حتى كأن جميع أجسادهم ألباب، ومن كان هذا شأنه في كمال عقله فلا يخالف نصا صح معه.
(قوله كليس للظالم من حميم) أي قريب ينفعه، والظالم لغة من وضع الشيء في غير موضعه، كمن وضع العبادة لغير مستحقها، أو استعمل جوارحه التي جعلها الله له في غير ما خلقت لأجله أو أنفذ عمره الذي أمده الله به ليقدم فيه لآخرته في غير طاعة الله تعالى، وشرعا: هو المتعدي عن الحق إلى الباطل، وعلى كل الاصطلاحين فهو شامل للمشرك والفاسق (قوله ولا شفيع) أي يطاع كما في الآية الكريمة والشفيع: هو طالب الخير من الغير للغير (قوله من لظى الجحيم) أي من لهيبها متعلق بمحذوف أي يجيزه من ذلك.
---------------------------------------------------------------------- ---------
[1] سورة الأنبياء آية رقم 28 وتكملة الآية (وهم من خشيته مشفقون)
[2] سورة البقرة آية رقم 48
Страница 124