( قوله إذ غدا) أي حين صار متعلق بقوله يؤولونه بنون التوكيد الخفيفة خبر غدا لأنه بمعنى صار أي لا أقول مثل قول المخالف حيث صار يقول كان الميزان كفتين وعمودا وأفرد الكفة وجمع الأعمدا مع أنهما كفتان وعمود واحد تعبير بالمفرد عن المثنى وبالجمع عن المفرد على سبيل التجوز، وفائدته بيان تعظيم العمود حيث جمعه وبيان تشابه الكفتين حتى كأنهما كفة واحدة (قوله وقوله الصراط فهو الحق) أي الصراط المذكور في قوله تعالى ((أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم))([6]) وفي الروايات المروية عنه صلى الله عليه وسلم كالمروية عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: ((يوضع الصراط على سواء جهنم مثل الحد السيف المرهف مدحضة مزلة عليه كلاليب من نار يختطف بها فمسك يهوي فيها ومصروع ومنهم من يمر كالبرق فلا ينشب ذلك أن ينجو([7]) ثم يكون آخرهم إنسانا رجل قد لوحته النار ولقي فيها شرا ثم يدخله الله الجنة بفضله وكرمه ورحمته))([8]) هو عبارة عن الحق المشروع وذكر أصناف السالكين فيه تمثيل لرتب المكلفين كما صرح به الغزالي([9]) في المضنون به على غير أهله وبين هنالك إنما بين الحق والباطل أحد من السيف وأدق من الشعرة فالأشياء إما حق أو باطل.
Страница 118