301

Машарик Анвар

مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع)

فإن الشيطان يطلع على قلب المؤمن في كل يوم 320 مرة بالوسواس والإضلال، فجعل الله شهبا من نور الولاية رجوما للشياطين بعدد تلك النظرات، ليمحو من قلبه ما ران الشيطان، لأن من خالجته الشكوك في قلبه، وطئته الشياطين بمناسمها، أيها المنكر لفضائل علي، إلى متى تلبس من الشك المنسوج على الجسد الممسوخ، والروح المفسوخ، وحتى متى كلما طبت ظنيت، وكلما بصرت عميت، وكلما رويت عطشت، أما رأيت ملكا اختار عبدا من عبيده وأقامه على سره وولاه أمره، وقربه نجيا وألبسه خلعة صفاته ورفعه على سائر مخلوقاته وسلم إليه قلم العدل ودفتر البذل، وسيف القهر وزمام الأمر، وأمره على جميع مخلوقاته وإنه أعلم حيث يجعل رسالاته فقام بالسياسة والعدل والعصمة والبذل، يفعل ما يريد الرب، ويريد الرب ما يفعل، لأنه موضع أمره ويده الباسطة على جميع الملائكة، لأنه يد الله وجنبه، وله التصرف المطلق، وبصره طاف في أقطار السماوات والأرض، لأنه عين الله الناظرة في عباده وبلاده، وهو في مقام الرفعة والتأييد عبد المولى ومولى العبيد:

العقل نور وأنت معناه

والكون سر وأنت مبداه

والخلق في جمعهم إذا جمعوا

الكل عبد وأنت مولاه

أنت الولي الذي مناقبه

ما لعلاها في الخلق أشباه

يا آية الله في العباد ويا

سر الذي لا إله إلا هو

كفاك فخرا وعزة وعلا

أن الورى في علاك قد تاهوا

فقال قوم بأنه بشر

وقال قوم بأنه الله

يا صاحب الحشر والحساب ومن

مولاه حكم أمر العباد ولاه

يا قاسم النار والجنان غدا

أنت ملاذ الراجي وملجاه

كيف يخاف الولي حر لظى

وليس في النار من تولاه (1)

يا منبع الأنوار يا سر المهيمن في الممالك

يا قطب دائرة الوجود وعين منبعه كذلك

والعين والسر الذي منه تلقنت الملائك

ما لاح صبح للهدى إلا وأسفر عن جمالك

Страница 318