============================================================
الاحبط حبطت، وأيضا كما أن الخيمة لا تثبت وتمنع من الحر والبرد إلا إذا أقيم ال عمودها، كذلك لا يثبت الإسلام ويحقن الدم إلا إذا أقيمت الصلاة. وإنما شبه االاجهاد بذروة سنام البعير، لأن ذروة السنام - وهي أعلاه - لا يعادلها شيء من ااجزاء البعير كذلك الجهاد لا يعادله شيء من أعمال الإسلام لقوله چية لما سئل الا ما يعدل الجهاد في سبيل الله، قال: "لا آجده"(1). وفي رواية: "لا تستطيعونه)(2). هذا ما يظهر لي، والله أعلم بمراد نبيه يلةة الا ي حتمل أنه لما كان البعير حاملا للإنسان وموصلا له إلى المكان الذي رومه(3) شبه به هذا الأمر وهو الدين الحنيفي، لأنه موصل للمؤمن في سفره الدنيوي، إلى موطنه الأول وهو الجنة، ثم شبه ولة الإسلام وهو التلفظ الابالشهادة برأس البعير، إذ كان كل أحد يمكنه الوصول إلى هذا الإسلام، كما ال مكنه الوصول إلى رأس البعير إما باللمس أو الرؤية، وشبه الجهاد بذروة - 23/] سنامه إذكان لا ينالها / إلا أطول الناس جسدا أو مالا، كذلك الجهاد لا يناله إلا أفضل المؤمنين سابقة ومالا، كما قال : "لا يناله إلا أفضلهم"(4). ويحتمل اان النبي إنما شبه الجهاد بذروة السنام لأن من تسور ذروة السنام فقد حكم اعلى جميع آجزاء البعير كذلك من رزقه الله الجهاد فقد أناله جميع ما في الإسلام الن آجزاء الفضل، لأن نوم المجاهد آجر، وسفره آجر، ونفقته آجر، ونصبه اجر، وخوفه آجر، وظماه آجر، وجوعه آجر، وحركاته كلها آجر، إلى غير ذلك والله سبحانه أعلم.
فصل في أن المجاهد في ضمان الله وكفالته و عونه وهدايته من حين يخرج من بيته اتى يعود إليه أو يقتل فيدخل الجنة قال الله تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين(5).
(1) تقدم برقم: 94 (2) تقدم برقم: 93 (3) أي: يطلبه. المصباح: ص 246(4) تقدم برقم: 92 و 134 5) سورة العنكبوت: اية 19.
172
Страница 173