ما أذنبت إلا ذنب صحر
أنبأنا القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي ولقيته بمدينة الرسول، ﵌، في سنة ست وأربعين وأربعمائة قال: أخبرنا أبو مسلم الكاتب قال: أخبرنا ابن دريد قال: حدثنا العكلي عن ابن أبي خالد عن الهيثم عن مجالد عن الشعبي قال: كان لقمان بن عاد بن عاديا، الذي عُمّرَ عمرَ سبعة أنسر، مبتلى بالنساء، وكان يتزوج المرأة فتخونه، حتى تزوج جاريةً صغيرةً لم تعرف الرجال، ثم نقر لها بيتًا في صفح جبل، وجعل له درجةً بسلاسل ينزل بها ويصعد، فإذا خرج رفعت السلاسل، حتى عرض لها فتىً من العماليق فوقعت في نفسه، فأتى بني أبيه، فقال: والله لأجنين عليكم حربًا لا تقومون لها! قالوا: وما ذلك؟ قال: امرأة لقمان بن عاد هي أحب الناس إلي. قالوا: فكيف نحتال لها؟ قال: اجمعوا سيوفكم ثم اجعلوني بينها، وشدوها حزمةً عظيمة، ثم ائتوا لقمان، فقولوا: إنا أردنا أن نسافر، ونحن نستودعك سيوفنا حتى نرجع، وسموا له يومًا! ففعلوا وأقبلوا بالسيوف فدفعوها إلى لقمان، فوضعها في ناحية بيته.
وخرج لقمان وتحرك الرجل فخلت الجارية عنه، فكان يأتيها، فإذا أحست بلقمان جعلته بين السيوف حتى انقضت الأيام، ثم جاؤوا إلى لقمان فاسترجعوا سيوفهم، فرفع لقمان رأسه بعد ذلك فإذا نخامة تنوس في سقف البيت، فقال لامرأته: من نجم هذه؟ قالت: أنا، قال: فتنخمي! ففعلت، فلم تصنع شيئًا، فقال: يا ويلتاه! والسيوف دهتني، ثم رمى
1 / 76