ويملك اليهود الكثير من الصحف والمجلات. أما في فرنسا فنفوذهم عظيم في حياتها السياسية والمالية وباب التأليف والفن وأساتذة الجامعات.
وأحسب أن حركة اضطهادهم في دول المحور جديرة بأن توقظ اليهود لكي ينتهجوا في علاقاتهم مع الأكثريات منهجا آخر، فقد دفعوا في سبيل نشاطهم المرموق ونفوذهم المحسود ثمنا عظيما من الكراهية والاضطهاد والعذاب. ففي ألمانيا المحورية أخرجوا من جميع مناصب الدولة والأستاذية والمسارح والبورصات والفنون. وحرم عليهم الزواج من غير اليهود. وقصر بيعهم وشراؤهم على بني جنسهم، ووضعت لهم كراسي في الحدائق العامة لا يجلسون على غيرها، وصودرت أموالهم. وقد ذهب مئات الألوف من اليهود ضحية الاضطهاد المنظم الفظيع، وأيقظت الدعاية المحورية في نفوس المسلمين والمسيحيين المتأصل عندهم من الكراهية القديمة والحقد الدفين للنشاط اليهودي العظيم.
من أجل هذا نرجو أن ينهج اليهود في علاقاتهم مع غيرهم نهجا يقضي على أسباب كراهيتهم واضطهادهم، ويجعلهم شعبا جديرا بالإعجاب بمجهوده العلمي والمالي، حقيقا بالعطف والمودة.
وعندنا أنه لو أدرك زعماء الصهيونية ورجال اليهودية هذا المعنى الجميل لقدموا هم الحل العادل لقضية عرب فلسطين، ونكئوا ذلك الجرح الدامي، وقضوا على الدعاية المسمومة ضدهم.
عظماء اليهود في العالم
في مصر عدد من اليهود بينهم عظماء الطائفة، غير أن أكثرهم من أصل أجنبي، ومن أمثلة ذلك سعادة العلامة الكبير السيد ناحوم الحاخام الأكبر في القاهرة. كان من أصل تركي ثم تمصر، وأسرة قطاوي أصلها من النمسا. وللمرحوم يوسف قطاوي باشا - الذي كان يعد رئيسا مدنيا للطائفة في مصر - مؤلفات فنية قيمة عن نظام الري والصرف والشئون المالية. وكان صديقا لجلالة الملك فؤاد الأول، ورنيه قطاوي بك - مدير شركة أراضي وادي كوم إمبو وعضو مجلس النواب المصري - وأسرة موصيري الكبيرة أصلها إيطالي. ومن أفرادها أصحاب البنوك والشركات والمتاجر، ورجال الطب والمحاماة، وأسرة سوارس من أصل إسباني ، وقامت بإنشاء بنوك وشركات أراضي الدلتا والمعادي، وسكك حديدية مع الخديو عباس حلمي وأسرة شيكوريل مشهورة بمخازنها في شارع فؤاد الأول في القاهرة، وأسرة فارحي أصلها من بلغاريا، وقد كان المعلم فارحي وزير مالية الوالي أحمد الجزار باشا، وإبراهيم فارحي أجا كان رئيس ديوان طرود الخديو إسماعيل، وإبراهيم فارحي كان مع نوبار باشا في مهمته إلى باريس، وإبراهيم فارحي الشاب صحفي يكتب في واجب الشبان غير المسلمين في الاندماج مع المسلمين وفي تطبيق الفكرة الاشتراكية في مصر على نسق ما هو جار في إسكندنياوه. والبارون منشي الذي يعد منشئ بلدية منشية الإسكندرية وسموحة من أصل بغدادي، صاحب أراضي تفتيش السيوف بالإسكندرية وبتشوتو. وحاييم درة صاحب مصانع درة المشهورة في الإسكندرية.
وفي أمريكا: من عظماء اليهود في أمريكا هنري مويستان وزير المالية، ولويس براندس عضو المحكمة العليا، وجولباس روزنوالد المليونير الكبير.
وفي إنجلترا: إيمانويل شياويل - ضد الصهيونية - نائب ومن رجال حزب العمال، واللورد هربرت صمويل - الوزير والمندوب السامي البريطاني الأسبق في فلسطين، وهوربليشا - وزير الحرب الأسبق، وحاييم وايزمان - زعيم حركة الصهيونية.
وفي فرنسا: ليون بلوم، وجورج مانديل، وبنسيتس - وزير حكومة دي جول، وبرجسون الفيلسوف المعروف، وجاك هاداميد الرياضي، وذور بن جوريون من رجال الاشتراكية الصهيونية، وسالامون بولتسير وليون كان وفاهل من أساتذة الجامعات ورؤساء الكليات، وأندريه موروا وبيير لازار رئيس تحرير الباري سوار.
وفي ألمانيا: أنشتين، وفرويد صاحب النظريات المشهورة في علم النفس والتربية.
Неизвестная страница