أما من ناحية الصومال الإيطالي، فالمعروف أن الطليان اشتغلوا كثيرا في إعداد خرائط للمنطقة الكائنة غربي الحدود التي لم تعين في إقليم أوجادين بما في ذلك الما آبار المشهورة في ولوال، ووارداير، وجرلجوبي، ثم يكون الاتجاه شمالا بغرب إلى هرر - وهي المدينة الحبشية الثانية في الأهمية ووطن الإمبراطور، ثم طريق وادي وياشيلي مع الخط الحديدي لمجاريشو الموصول بالخطوط الإيطالية التي مدها الطليان في الأشهر الأخيرة، ثم خط نهر جوبا ودولا حتى بلدة خبير.
على هذه الخطوط الستة يحتمل كثيرا أن يجري الزحف الإيطالي على الحبشة وأهمها سهولي عدوة، وطريق أساب «عصب»، وطريق هرر، ووادي وياشيلي. أما الطريقان الباقيان فيكونان في الجنب لاجتذاب بعض الجنود الحبشية.
ومن المستصعب على الأحباش الدفاع عن الخطوط الستة في آن واحد، فأهم قواتهم محشودة ناحية الشمال في غندار وعدوة وملا كال. وقد مدت المواصلات ما بين هذه الأماكن وأديس أبابا إلا أنها مواصلات غاية في الصعوبة؛ فالطرق غاية في الرداءة ببلاد الحبشة، ومن أشق الأمور تموين ربع مليون من الرجال بواسطة هذه الطرق.
أما تحت الخط الحديدي من أديس أبابا إلى جيبوتي فالقوات الحبشية مبعثرة؛ لهذا نقول إنه إذا سهل على الطليان الإشراف على الأراضي الممتدة على يمين الخط الحديدي وشماله، فالاستيلاء على العاصمة الحبشية ميسور.
ويقول بعض الخبراء أن الزحف على هرر لا يستلزم غير أسبوع، والمظنون أن الطيارات ومركبات التانكس تقوم أولا بنقل الجنود والذخائر والماء، ثم تنشأ نقط تحمي الاتصال بالصومال الإيطالي.
وسوف تكون الحميات في الشهور الأخيرة من هذه السنة آفة الطليان إلا إذا سهل عليهم الإسراع باجتياز المناطق الرديئة الجو خصوصا في أوجادين.
وسوف يكون أشد هجوم في اتجاه الجنوب ناحية سهول الدناكل وتجتنب بالمفاجآت.
ويظهر أن مسألة النقل ستكون عقدة العقد للفريقين؛ فالطليان يعتمدون على الجرارات والبغال، والأحباش على البغال فقط.
وإذا ضرب الطليان ضربة قوية شفوا بها الغليل من ثأر عدوة، فربما أدى هذا إلى الصلح بعد ذلك في ظلال الوساطة والحالة المعنوية الجديدة . (14) اقتسام أفريقيا والتوازن
نشر الكاتب شبرد ستون في مجلة نيويورك تيمس مقالا عن اقتسام الدول الكبرى لقارة أفريقيا، جاء فيه ما يلي على ذكر الخلاف الحبشي الإيطالي قال:
Неизвестная страница