6
الموضوع من الناحية الدولية في رسالة بعث بها إلى جمعية مقاومة الرقيق وحماية الأهلين الأصليين، قال فيها إن هذا الاتجاه من الحبشة إلى السودان قد بدأ قبل عشر سنوات، وإنه يزداد ويتسع من حيث عدد الأرقاء الفارين وعدد النقط التي يجتازون عندها الحدود بين الحبشة والسودان.
ومما قاله أن مستندات مديرية كسلة تدل على أن 173 عبدا اجتازوا الحدود بين الحبشة والقضارف في السنوات العشر السابقة على رسالته. وهذا الرقم يشير إلى الذين دونت أسماؤهم فقط، والراجح أن هناك أرقاء لجأوا إلى السودان ولم يعرفوا أو لم تدون أسماؤهم. •••
فماذا تفعل حكومة السودان بالأرقاء اللاجئين إليها؟
لقد أشار السير أوستن تشمبرلين إلى ذلك في رسالته التي تقدم ذكرها، فقال إنهم يرسلون إلى محطة خاصة بذلك أنشئت في غرب القاش على مقربة من كسلة، فيعطى الرجال عملا ويبحث النساء عن أزواج. ويقال إن هذه المحطة ناجحة ومواليدها جميعهم أحرار.
هؤلاء اللاجئون يخيرون بين النزول في منطقة الروصيرص، وهي على نحو ستين ميلا من الحدود الحبشية السودانية؛ حيث أنشئت محطات خاصة للاجئين، أو الذهاب إلى الشمال إلى مديرية الفونج، فيزداد بعدهم عن حدود البلاد التي فروا منها - وهم يختارون الأول في الغالب - ومعظم الأعمال التي يعهد إليهم بها هي الزراعة والبناء. وقد حدث أن أكثر من جماعة واحدة منهم دخلت السودان وهي في حالة ترثى لها من البؤس، فعقد لها قرض على أن يوفى بعد الحصاد وبعد أن تسدد ضرائب السنة السابقة. •••
وتختم اللايدي سيمون فصلها الموجز عن السودان بقولها أن العبارة في رسالة السير أوستن تشمبرلين التي يصح أن تعد أساسا لخطة حكومة السودان في الموضوع ويجب أن تثلج فؤاد كل خصم «للرقيق» ومظالمه هي هذه العبارة: «... ونحن لم نرغم عبدا واحدا فارا على العودة إلى الحبشة ...»
من تاريخ الحبشة
تاريخ الحبشة حافل بالحوادث والعبر والمجد والمآسي، ولكن أكثره غامض، وقليله جلي. وسننشر فيما يلي فذلكات تاريخية عن الحبشة:
كان الدكتور «جونسون» أول من وضع القاموس الإنجليزي، ونقل إلى لغة قومه كتابا بعنوان «رحلة في الحبشة»، وهي التي قام بها الأب «لوبو» رئيس إحدى بعثات الجيزويت فيما بين سنتي 1624-1633، وعندما غزا العرب الحبشة لم يجد إمبراطورها وقتذاك - وهو المسمى «داود» - مندوحة عن أن يطلب المساعدة من «دون كريستوفر دي غاما» نجل الرحالة البرتغالي المعروف، فأمده بأربعمائة من البرتغاليين صمدوا في قتالهم المسلمين أشهرا غير قليلة، وقابل الإمبراطور «سيجويد» هذه المساعدة من البرتغاليين باعترافه بالبابا رئيسا للكنيسة في بلاده غير أن هذا الاعتراف لم يدم طويلا؛ إذ بعد موت الإمبراطور المذكور ألحقت الكنيسة بالحبشية في رعويتها إلى بطريرك الأقباط الأرثوذكس حتى اليوم. (1) الحروب الحبشية القديمة
Неизвестная страница