وقد أشارت اللادي سيمون في آخر فصلها هذا إلى نية الإمبراطور الحسنة وأنه ينتظر عونا في سبيل هذا الغرض العالي من جامعة الأمم والولايات المتحدة الأمريكية، ولكن البحث في هذا الموضوع لا يتسع له المقام اليوم. (25) المعاهدات الدولية بشأن الحبشة
نشرت مجلة الإيكونومست الإنجليزية مقالا عن الحبشة ضمنته بيانا للاتفاقات
4
الدولية التي تمت بشأنها: «حددت العلاقات بين إيطاليا والحبشة لأول مرة بمعاهدة «أوتشيالي » سنة 1889 التي وافق بمقتضاها منليك صاحب شوا - الذي صار فيما بعد الإمبراطور منليك - على الاستعانة بالحكومة الإيطالية في أية مفاوضات محتملة مع الدول والحكومات الأخرى، وذلك مقابل تعضيد إيطاليا في مطالبته بالعرش.
وفي سنة 1893 نقض منليك من جهته هذا الاتفاق بسبب العدوان الإيطالي، وبعد هزيمة إيطاليا في عدوة سنة 1896 ألغت معاهدة الصلح المبرمة في أديس أبابا في السنة نفسها معاهدة «أوتشيالي».
وفي أثناء ذلك، في سنتي 1891 و1894، عقدت ثلاث اتفاقيات بين إيطاليا وبريطانيا العظمى اعترف فيها بدخول الحبشة بأكلمها تقريبا في منطقة النفوذ الإيطالي، وفي سنة 1902 خولت معاهدة الحدود الإنجليزية الحبشية بريطانيا العظمى حقوقا في داخل منطقة النفوذ الإيطالي المعترف بها، وتعهدت الحكومة الحبشية بأن لا تسمح بأية إجراءات تكون نتيجتها تحويل مياه السوباط أو النيل الأزرق أو بحيرة «تانا» عن مصبها الأصلي في النيل.»
الاتفاق الثلاثي سنة 1906
وفي سنة 1906 قبل الإمبراطور منليك معاهدة ثلاثية عقدت بين بريطانيا العظمى وفرنسا وإيطاليا تقضي بضمان النظام القائم في الحبشة؛ طبقا للمقرر في المعاهدات الموجودة.
وتنص المادة الثالثة من هذه المعاهدة على أن لا تتدخل أية حكومة من الحكومات في أية حالة من الحالات أو بأية طريقة من الطرق «في شئون الحبشة» إلا بالاتفاق مع الحكومتين الأخريين، وإذا ما حدث ما يهدد النظام القائم فإن الحكومات الثلاث «تبذل غاية جهدها للمحافظة على سلامة الحبشة» وهي على أية حال تعمل معا على أساس الاتفاقات المفصلة في المادة السابقة الذكر - وهي المحددة للنظام القائم - لتحافظ على ما يأتي: (1)
مصالح بريطانيا العظمى ومصر في حوض النيل، وخاصة فيما يتعلق بضبط مياه هذا النهر وفروعه ... وذلك دون المساس بالمصالح الإيطالية المشار إليها بالفقرة الثانية. (2)
Неизвестная страница