Вопросы и ответы в хадисах и тафсире
المسائل والأجوبة لابن قتيبة
Исследователь
مروان العطية - محسن خرابة
Издатель
دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع
Номер издания
الأولى
Год публикации
١٤١٠ هـ - ١٩٩٠ م
Жанры
قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾ (١) قَالَ قَوْمٌ سَمِعوا الآيَةَ: شَكَّ إِبْراهيمُ، ولم يَشُكَّ نَبِيُّنا ﷺ، فقَالَ رَسولُ اللهِ ﵇: "أَنا أَحَقُّ بالشَّكِّ مِنْ إِبْراهيمَ" تَواضُعًا مِنْهُ، وَتَقْديمًا لإِبْراهيمَ على نَفْسِهِ؛ يُريدُ أنّا لم نَشُكَّ، وَنَحْنُ دُونَهُ، فكَيْفَ يَشُكُّ هُوَ؟ وَمِثْلُ هذا مِنْ تَواضُعِهِ ﷺ.
* قَوْلُهُ: "لا تُفَضِّلُوني على يُونُسَ" (٢) فاخْتَصَّ يُونُسَ؛ لأَنَّهُ لَيْسَ كَغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ العَزْمِ مِن الرُّسْلِ؛ يُريدُ فإذا كُنْتُ لا أُحبُّ أَنْ أُفَضَّلَ على يُونُسَ ﷺ، فَغَيْرُهُ مِن الأَنْبِياءِ الذينَ هم فَوْقَهُ في الدَّرَجَةِ كإِبْراهيمَ وإسْماعيلَ وإسحاقَ ومُوسى وعِيسى أَحْرَى بل لا أُحِبُّ أَنْ أُفَضَّلَ عَلَيْهِمْ، ولَيْسَ هذا ناقِضًا لقَوْلِهِ: "أنا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ ولا فَخْرُ" (٣) أنا سَيِّدُهم يَوْمَ القِيامَةِ بِفَضْلِ اللهِ عَلَيَّ، وإِنْعَامِهِ لْا بِعَمَلِيْ. وكذلك أُمَّتُهُ أَسْهَلُ الأُمَمِ مِحْنَةً بَعَثَهُ اللهُ إِلَيْها بالحِنيفِيّةِ السَمْحَة، وَوَضَعَ عَنْهُ الإِصْرَ، والأَغْلالَ التي كانَتْ عَلَى بَني إسْرائيلَ في فَرائِضِهِمْ، وهيَ مع هذا خَيْرُ أُمّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ بِفَضْلِ اللهِ (٤).
• وتَأْوِيلُ قَوْلِ إبْراهيمَ ﷺ: ﴿وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾ أَنْ يَطْمَئِنَّ بِيَقينِ النَّظَرِ. واليَقينُ جِنْسانِ: أَحَدُهُما يَقينُ السَّمْع، والآخَرُ يَقينُ البَصَرِ. ويَقينُ البَصَرِ أَعْلاهُما؛ ولذلك قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "لَيْسَ المُخْبِرُ كالمُعايِنِ" (٥). حيْنَ ذَكَرَ قَوْمَ مُوسَى
_________
(١) الآية ٢٦٠ من سورة البقرة.
(٢) رواه البخاري ٦/ ٣٢٤ في الأنبياء، ومسلم رقم ٢٣٧٧ في الفضائل، وأبو داوود رقم ٤٦٦٩ في السنّة، و٤٦٧٠ في السنة.
(٣) رواه الترمذي رقم ٣١٤٧ في التفسير و٣٦١٥ في المناقب و٣٦١٨ في المناقب، ومسلم رقم ٢٢٧٨ في الفضائل، وأبو داوود رقم ٤٧٦٣ في السنة، وابن قيّم الجوزية في زاد المعاد ١/ ٩٦.
(٤) الكلام نفسه تقريبًا في كتاب ابن قتيبة تأويل مختلف الحديث ١١٦ - ١١٧.
(٥) انظر مسند الشهاب ٢/ ٢٠١، ومسند أحمد ١/ ٢١٥، ٢٧١، والمقاصد الحسنة ٥٥٨، وكشف الخفاء ٢/ ٢٣٦، والفتح الكبير ٣/ ٥٨، والمستدرك ٢/ ٣٢١، ومجمع الزوائد =
1 / 114