============================================================
وليس قولهم "عمرك الله" ، ولا "قعدك الله" بقسمين ، إنما هو استعطاف وتقرب إلى المخاطب ، ولو كان قسما لم يخل من مقسم عليه ومن أن يتلقى بما تتلقى (1) به الأفسام .
ومثل ذلك في أنه ليس بقسم ، ولكنه (2) تقرب إلى المخاطب ، قول الشاعر (3) : بالله ريك إن دخلت فقل له هذا ابن هزمة واقفا بالباب فإما أن يكون أراد بقوله بالله : بقوة الله ، ويكون المعنى : اقعل ما أسألك لأنك قادر عليه ، فكأنه ذكر القوة حجة عليه ، أي (4) : ليس يمنعك منه شيء.
أويكون أراد : بثواب الله ، أي : بطلبك للثواب قل له ؛ لأن قولك له من الثواب الذي تبتغيه وتسعى له (5). ويكون الجار مع المجرور متعلقا بفعل دل عليه "فقل له" في الوجهين جميعا . وقد يجوز أن يكون الجار متعلقا بالفعل الذي دلت الحال عليه، وذلك أنك في قولك "بالله ريك" سائل، فكأنك قلت : أسألك بالله، فحذفت "أسألك) لدلالة الحال عليه، كما حذفت من قولك (1) : باسم الله أبتدي ؛ لأنك إنما تقول ذلك في اكثر الأمر في ابتداءات (2) الأمور.
(1) بماتتلقى: سقط من س .غ : بما يتلقى.
(2) س: وأنه.
(3) البيت لابن هرمة في المفصل ص 347 وشرحه 9 :101 . وهو من غير نسبة في شرح الجمل لابن عصفورا: 521 ورصف المبانى ص 224 . وهو بيت مفرد في شعره ص (4) س : أنى.
(5) س: وتسى فيه (6) س : في قولك.
(7) غ : ابتدآت.
Страница 83