149

============================================================

وأعمالهم الصالحة. وما يقوي أن المعنى فيه هذا أنهم قد أمروا بالدوام على ذلك في قوله يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله) (1).

وقال ئم اهتدى}، فتسب الاهتداء إليهم لأنهم لما كانوا بأعمالهم يستحقون هذه الهداية صاروا كأنهم هم الفاعلون لها/ وإذ كان الذي هداهم إلى ذلك الله سبحانه، كما قال وما زميت إذرميت ولكن الله رمى} (2)، فنسب الفعل إلى الله - سبحانه - لما كان فعله بقوته(2) وتمكينه ، والرمي في الحقيقة كان للنبي عليه السلام ؛ لأنه فيما روي أخذ الحصى والترب ، فرمى بها المشركين، وقال() "شاهته الوجوء"(6)، وعلى هذا قال {ولكن الله قتلهم(2)، وإنما قتلهم المهاجرون والأنصار في الحقيقة، وقد نسبت هذه الهداية إلى الله - سبحانه وتعالى -لما كان فعله على الحقيقة ، فقال { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم (1) سورة النساء: 136.

(2) سورة الأنفال : 17. والمقصود منها قوله سبحانه : ( فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذرميت ولكن الله رمى) (3) س : كما كان فعله تقويه.

(4) س: فقال.

(5) هذا جزء من حديث أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الجهاد والسير((باب في غزوة حنين) ص 1402، عن لياس بن سلمة عن آبيه ، وفيه : ومررت على رسول الله- صلى الله عليه وسلم - منهزما، وهو على بغلته الشهباء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لقد رأى ابن الأكوع فزعا" فلما غشوا رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل عن البغلة، ثم قبض قبضة من تراب من الأرض، كم استقبل به وجوههم، فقال (شاهت الوجوه)، فما خلق الله منهم إنسانا إلا ملأ عينيه ترابا بتلك القبضة، فولوامدبرين ، فهزمهم الله عز وجل . وفي تفسير الطبري لهذه الآية 13 : 441 445 أن ذلك كان في غزوة بدر.

(6) سورة الأنفال: 17.

Страница 149