وليس في كتب الذهبي الأخرى من البيان أكثر ممّا أمكن استفادته من كتاب "السير"، و"تاريخ الإسلام"، وإنّما إيجاز وإشارات فحسب.
ثمّ ترجم لابن عبد البرّ من المتأخّرين - على غير سبيل الحصر لهم - ابن العماد الحنبلي في "شذرات الذهب في أخبار من ذهب" من غير إضافات يشار إليها.
ثم صديق حسن خان (١) في كتابه "التاج المكلّل"؛ ثمّ محمّد مخلوف في "شجرة النور الزكية" من غير إضافة ما يذكر.
ثمّ محمّد بن الحسن الحجوي (٢) في كتابه "الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي" (٣) ذاكرًا ما قاله ابن عبد البرّ راثيًا نفسه قبل موته:
تذكّرت من يبكي على مداومًا ... فلم ألف إلّا العلم بالدين والخبر
علوم كتاب الله والسنن التي ... أتت عن رسول الله في صحّة الأثر
ولم الألى قرْن فقرن وفهم ما ... له اختلفوا في العلم بالرأي والنظر
_________
(١) هو: أبو الطيّب، صدّيق بن حسن بن علي الحسيني القنوجي البخاري، الملقب بـ "نواب عالي جاه أمير الملك بهادر"، عاش حياة عريضة أتاحت له الاشتغال بالتأليف والتصنيف بنشاط ودأب، فكان صاحب تصانيف كثيرة في علوم مختلفة، ولد سنة (١٢٤٨)، وتوفي سنة (١٣٠٧).
انظر: "التاج المكلل" (ص ٥٤١)، "الأعلام" للزركلي (٦/ ١٦٧ - ١٦٨)، "معجم المؤلّفين" لكحالة (١٠/ ٩٠ - ٩١).
(٢) هو: محمّد بن الحسن الحجوي الثعالبي الفاسي، ولد بفاس سنة (١٢٩١)، وتوفّي سنة (١٣٧٦).
مقدّمة "الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي" (١/ ٩).
(٣) انظر: (٢/ ٢٤٨).
1 / 36