============================================================
المسائا المشكلة هانل هن هذه الفصول أنشد أبو بكر عن ابن الجهم عن الفراء: من طالبين لبعران لهم شردت كيما يحسون من بعرانهم خبرا(1) قال الفراء: أراد: (كيف)، فرخم. قال أبو بكر: وهذا خطأ، وهو كما قال، وبسطة: أن (كيف) اسم يمتنع ترخيمه من غير وحه؛ أحدها: أنه اسم ثلاثي، والثلاثي لم يجئ مرخما إلا ما كان ثالثه تاء التأنيث. والآخر: أنه منكور، والمنكور لا يرخم كما يينى، والترخيم أبعد من البناع، فإن امتنع بناؤه كان ترخيمه أشد امتناعا.
وأيضا فإن (كيف) اسم مبيي مشابه للحروف، والحذف إنما يكون في الأسماء المتمكنة، والأفعال المأخوذة منها، ولا يكون في الحروف إلا فيما كان مضاعفا، وكما لا يكون في الحروف، كذلك ينبغي أن لا يكون فيما غلب عليه شبهها، وصار بذلك في حيزها.
فإن أراد بالترخيم ما يستعمله النحويون في هذا النوع من المنادى فهو غير منادى، وإن أراد به الحذف؛ فهو غير شائع.
فإن قلت: فقد قالوا: لك ولذن فحذفوا منه، وهو غير متمكن، فكذلك يسوغ الحذف من (كيف): فالجواب: أنه لا يسوغ الحذف من (كيف) من حيث خذف من (لذن)؛ وذلك: أن (لدن) لما فتح ما قبل النون منها وضم، ونصب الاسم بعدها في قولهم: لدن غدوة ضارع التنوين الزائد في الاسم، لاختلاف الحركة قبلها، وانتصاب الاسم بعدها، فحسن لذلك حذفها، كما حسن حذف الزوائد.
وأيضا فإن هذا الاسم يضاف في نحو قولهم: لذ الصلاة، ويدخل عليه حرف الجر، ويضاف إلى المضمر والمظهر، وكل ذلك توسع فيها، ليس في (كيف) مثله، فيسوغ فيه في دخول ذلك ما لا يسوغ في (كيف)، وأيضا فإن النون شديدة المشاهة بحروف اللين، الا تراها: ثزاد في مواضع زيادها وتلحق علامة للاعراب، كما ثزاد له (1) البيت لا يعرف قائله، وهو موحود في معاني القرآن للفراء 274/3، وفي شرح المفصل لابن يعيش 110/4، وكذا في الخزانة، باختلاف في اللفظ.
Страница 134