267

Рассыпанные вопросы

فتاوى الإمام النووي المسماة: "بالمسائل المنثورة"

Издатель

دَارُ البشائرِ الإسلاميَّة للطبَاعَة وَالنشرَ والتوزيع

Издание

السَادسَة

Год публикации

١٤١٧ هـ - ١٩٩٦ م

Место издания

بَيروت - لبنان

Жанры

Фетвы
وقال يوم الحديبية ما قال (١)! حتى كاد غيره أن يتحير في ذلك "والله أعلم".
طلب الطاعة والمعصية من الله تعالى
٢ - مسألة: رجلان، قال أحدهما: إِن العبد إِذا طلب من الله المعصية أعطاه إياها، وإِذا طلب الطاعة أعطاه إِياها، وقال الآخر: إذا طلب الطاعة أعطاه إِياها، وإِذا طلب المعصية لم يعطه، فأيهما المصيب؟.

(١) أما مقالته ليلة الإسراء:
ما روي أنه ﵊ لما أصبح ليلة أسريَ به، غدا إلى نادي قومه، فجاء إليه أبو جهل فحدثه بما جرى له؛ فقال أبو جهل: يا بني كعب بن لؤي هلموا! فأقبل عليه كفار قريش، فأخبرهم ﵊ الخبر؛ فصاروا بين مصفق، وواضع يده على رأسه تعجبًا وإنكارًا؛ وارتد ناس ممن كان آمن به من ضعفاء القلوب، وسعى رجال إلى أبي بكر، وأخبروه الخبر، فقال ﵁: إن كان قال ذلك لقد صدق؛ قالوا أتصدقه على ذلك؟ قال: إني لأصدقه على أبعدَ من ذلك؛ فسمي من ذلك اليوم صديقًا.
أما مقالته في الحديبية:
ما روي أنه ﵊ لما نزل عند رغبة قريش حينما عرضوا عليه شروط الصلح وكانت ثقيلةً على قلوب الصحابة ﵃، ولا سيما الشرط الثالث وهو صد المسلمين عن الطواف بالبيت فكان أشدَّ تأثيرًا في قلوبهم؛ لأن الرسول أخبرهم أنه رأى في منامه أنهم دخلوا البيت آمنين - ورؤيته ﵊ حق لا يدخلها تخلف فدخل بعض الشك قلوب شيوخ الصحابة وكبارهم، حتى سأل عمر أبا بكر عن هذا الأمر الذي أوقع الناس في قلق واضطراب، فأجاب أبو بكر ﵁ جوابًا أزال فيه الشكوك قائلًا: وهل ذكر -يا عمر- أنه في هذا العام. وهذا دليل على أن الصديق كان أرسخ إيمانًا من غيره وأعمق يقينًا.
أقول:
فالمؤلف ﵀ قد بسط هذا الموضوع: ونقل أقوال الأئمة في ذلك مع ذكرِ كل دليلَه، في شرحه لصحيح مسلم: ١/ ١٤٦ "كتاب الإيمان" حتى قال ابن بطال فيه: فإيمان من لم تحصل له الزيادة ناقص. اهـ. محمد.

1 / 269