105

Масайл Лаххасаха Ибн Абд Ваххаб

مسائل لخصها الشيخ محمد بن عبد الوهاب من كلام بن تيمية (مطبوع ضمن مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الثاني عشر)

Исследователь

-

Издатель

جامعة الأمام محمد بن سعود،الرياض

Номер издания

-

Место издания

المملكة العربية السعودية

كانت ألفاظ القرآن منقولة بالتواتر بخلاف بعض الحديث، وطمع الشيطان في تحريف معانيه، وتغيير ألفاظ الرسول بالزيادة والنقص، أقام الله من يحفظ بهم دينه، يحملون العلم الموروث عنه، فينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين؛ فبينوا ما أدخل أهل الكذب والغلط في ألفاظ الحديث، وما أدخل أهل التحريف في معاني القرآن والحديث، كما قال ﷺ: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة" ١.
(١١٣) وقال في الكلام على إهداء الثواب للنبي ﷺ:
الأعمال لا تعمل إلا لله، ولا يطلب أجرها إلا منه، وإن وصل بها نفع عظيم إلى الأنبياء وغيرهم فإنهم دعوا إلى عبادته، وبينوا أن الجزاء عليه لا عليهم، كما قال تعالى: ﴿فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ﴾ ٢. وكثير من الضلال يطلبون الجزاء من الأولياء كأنهم يعبدونهم، أو كأنهم عملوا لأجلهم، فصاروا شبه النصارى نزلوا المخلوق بعد موته منْزلة الخالق، لأن الأولياء في حياتهم لا يمكنون أحدا من الإشراك بهم، كما قال المسيح ﵇: ﴿مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ﴾ ٣ الآية، وقال: ﴿مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا﴾ ٤ الآيتين. ولهذا كان خاتم الرسل المبعوث بملة إبراهيم قد أقام الحنيفية كما نعت بذلك في الكتب كقوله: "ولن أقبضه حتى أقيم به

١ الترمذي: الفتن (٢١٩٢)، وابن ماجه: المقدمة (٦)، وأحمد (٣/٤٣٦،٥/٣٥) .
٢ سورة الرعد آية: ٤٠.
٣ سورة المائدة آية: ١١٧.
٤ سورة آل عمران آية: ٧٩.

1 / 109