مسائل في الفتن
مسائل في الفتن
Издатель
مؤسسة الريان للطباعة والنشر والتوزيع
Номер издания
الأولى
Год публикации
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
Место издания
بيروت - لبنان
Жанры
الأمة عزيزة الجناب، مرتوقة الإهاب لا يضرها كيد الكافرين ولا شنآن الحاسدين.
تاسعا: الدعاء والتضرع:
وهو سلاح المؤمن وجُنّة المتقي، والإنسان مهما بلغ علمه وعمله معرض للفتنة، فكان لزاما عليه أن يلوذ بمصرف القلوب والأبصار، راجيا متضرعا، داعيا متبتلا، عسى الله أن يرحمه ويثبته ويهديه، وما خاب عبد قرع باب مولاه، ولا ندم من انطرح بين يدي الله.
وقد كان رسول الله ﷺ يتعوذ بالله من الفتن عموما ويأمر أصحابه بذلك كما في مسند أبي عوانة عن زيد بن ثابت ﵁ أن رسول الله ﷺ قال لهم: «تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن»، قلنا: نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
ويتعوذ من فتن خاصة منها ما ورد في حديث عائشة ﵂ الذي رواه الجماعة أن رسول الله ﷺ كان يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمغرم والمأثم، اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار وفتنة النار، وفتنة القبر وعذاب القبر، وشر فتنة الغنى وشر فتنة الفقر، ومن شر قتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب».
فإذا كان هذا هو حال رسول الله ﷺ فكيف بنا نحن، فمن توفيق الله تعالى لعبده أن يلهمه الدعاء والتضرع، ولرب دعوة خرجت من قلب صادق أورثت سعادة الدنيا والآخرة.
عاشرا: مما يكون سببا في العصمة من الفتن: العزلة والفرار بالدين.
كما في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شغف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن». وفي صحيح مسلم من حديث
1 / 73