أحدهما ساكن، كان الآخر منه ألفا فإنك إذا أضفت إليه، كنت مخيرًا في إبدال الواو من الألف، وحذفها، وذلك قولك في حبلى: حبلوي. وحبلي. وفي موسى: موسوى، وموسي فإذا كان على خمسة أحرف آخره ألف، حذفت الألف، ولم تبدل منه الواو. كما أبدلت في الباب الأول، وذلك قولك في مرامي، وحباري، مرامي وحباري ليس إلا. وكذلك لو كان الحرف على أربعة أحرف آخره ألف متتابع الحركات. تقول في جمزى وملهى: جمزيّ، ملهي. فتحذف الألف، كما حذفتها من ذوات الخمسة. فقد عودل بالحركة هنا الحرف. كما عودل بها في باب (قدم) فلما جرت الحركة مجرى الحرف في هذه المواضع، كذلك جرى الحرف مجري الحركة في ما ذكرت لك في كونه إعرابا كالحركات. فأما قولهم: لم يكن. قول من قال: لم يك (إنها أن تك مثقال حبة ...)، وحذف النون هنا فإنها حذفت في حال السكون بعد حذف الحركة للجزم لكثرة الاستعمال، حرف يشابه هذه الحروف اللينة ويجرى مجراها. ألا ترى أنهم يدغمونها كما يدغم بعضهما في بعض وتزاد في مواضع زيادتها، وتحذف لألتقاء الساكنين في نحو: (... أحد الله) و(حميد الذي أحج داره). فأبدلت منها في: رأيت زيدا. و(لنسفعا ...) وأبدلت من الواو أيضًا في: صناعني. وبهراني. ألا ترى أنها لا تخلو من أن تكون بدلًا من الهمزة، أو الواو في (صنعاني). فإن أبدلتها من الهمزة، لم يسهل ذلك لتباعد ما بينهما، وأنه لم تبدل إحداهما من الأخرى للتقارب، والتباعد، فإذا لم يستقم إبدالها من الهمزة، لذلك علمت أنها بدل من الواو التي /١٢ ب تبدل من الهمزة في الإضافة. فلما جرت النون مجرى هذه الحروف، شبهت بهن أيضًا ساكنة في هذا الموضع، فحذفت للجزم، كما حذفت الواو، والياء، والألف لموافقتها لهن في السكون، وكونها لاما. واللامات أضعف
1 / 128