قال بعض أئمتنا عليهم السلام: والتحريف على وجهين أحدهما: تحريف ما أنزل الله لفظا كما يفعله اليهود والثاني: تحريفه تأويلا كما يفعله أهل البدع والأهواء، فيجب التثبت في ذلك لئلا يضل بضلالهم، ويجب الإقتداء بمن أمر الله الإقتداء بهم، والكون معهم من آل رسول الله صلى الله عليه وعليهم السلام لأنه صلى الله عليه وآله وسلم قد أمننا من الضلال مهما تمسكنا بهم، إذ أخبرنا وهو الصادق في خبره أن المتمسك بهم لن يضل أبدا، وأن اللطيف الخبير نبأه بذلك، وقال علي عليه السلام: "ولقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول": (إني لا أخاف على أمتي مؤمنا ولا مشركا أما المؤمن فيمنعه الله بإيمانه، وأما المشرك فيحرمه الله بشركه، ولكني أخاف عليكم منافق اللسان يقول ما تعرفون، ويفعل ما تنكرون). اه.
وقد أخبرك الله عن المنافقين أنهم يقولون: يريدون أن يبدلوا كلام الله كما أخبر الله عن من مضى من قبلهم من أهل الكتاب أنهم يحرفون الكلم من بعد مواضعه وعن مواضعه، ويكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا، وأنه منعهم عن ذلك بالإعجاز، وحال بينهم وبين تبديل القول بالحفظ وابتلاهم من جهة التأويل وأبان حالهم فيه ومقاصدهم إليه.
Страница 4