Сияющие светильники света

Абдаллах Ахмед аш-Шарафи d. 1062 AH
185

Сияющие светильники света

المصابيح الساطعة الأنوار

وتأويل: ((وتكون الجبال كالعهن المنفوش)) فالعهن: هو الصوف الناعم، الذي ليس يفرد وذلك من الصوف، فما يلين للنفش في اليد وينتفش ويتجافى، ويعود خفيفا أجوفا وقد تفرقت أجزاؤه، وبان جفاؤه فعاد قليله كثيرا، وصغيره كبيرا لتحلله وتمزقه، وتزايله وتفرقه، كذلك تبلى الجبال إذا بليت، وتفنى يوم القيامة إذا فنيت، فتكون كالسراب الرقراق، في الفناء والهبي والإمتحاق، وفي جزاء الأعمال بعد تلك الأهوال يقول الله سبحانه: ((فأما من ثقلت موازينه)) تأويلها: من ثقل في الوزن بره وإحسانه فيسعد بثقله، وثقل بعمله.

وتأويل ((في عيشة راضية)) فهو في عيشة مرضية زاكية، وإنما يعرف أمر الخفة يومئذ واليوم والثقل بما يعرف منها اليوم في الحال والقدر والعمل، وليس نعلم الخفة والثقل يومئذ في المقادير والأوزان بمثاقيل يوزن بها من خف وثقل وجريان، ولكنه يعرف والله محمود بما ذكرنا من العبرة والبيان، وماتعرفه العرب العاربة في اللسان واللغة.

((وأما من خفت موازينه)) فتأويله: من خف به فسقه وعداوته ((فأمه هاوية )) تأويل أمه: فهو من مصيره ومهواه، وما أمه! ألا تسمع كيف يقول سبحانه: ((وما أدراك ما هيه (10) نار حامية)) فكانت النار الحامية التي صار اليها أمه التي نسبه الله إليها، إذ كانت له مقرا ومأوى، وقربه فيها المصير والمثوى، والنار الحامية: فهي التي لايطفيها مطفية ماكانت باقية أبدا، والتي من دخلها كان فيها مخلدا.

Страница 197