Сияющие светильники света
المصابيح الساطعة الأنوار
Жанры
تفسير (ألهاكم التكاثر)
بسم الله الرحمن الرحيم
((ألهاكم التكاثر (1) حتى زرتم المقابر)) فتأويل ((ألهاكم)) هو أغفلكم عما عليكم في المعاد، ولكم بما أنتم فيه من تكاثركم بالولد والمال والعشائر وتفاخركم بما في ذلك عندكم من الخيلاء والمفاخرة، ولذلك وبه شغلوا وألهوا فغفلوا بكدهم فيه وكدحهم وتكالبهم عليه، وشحهم عن رشادهم، وتيقن معادهم، ولما في التكاثر بالأموال، ومافي التشاغل بالتكاثر من الإشتغال طهر الله منه خيرته من الرسل والأبرار، فلم يكونوا بأهل مكاثرة ولابتجار.
وتأويل ((زرتم المقابر)) هو مصيرهم اليها، واتصالهم بالآخرة، وإشرافهم عليها.
وتأويل ((كلا سوف تعلمون (3) ثم كلا سوف تعلمون (4) كلا لو تعلمون علم اليقين)) هو تكرير من الله تبارك وتعالى في ذلك كله عليهم للتعريف والتبيين، ألا ترى كيف يقول سبحانه: ((لترون الجحيم (6) ثم لترونها
عين اليقين)) يقول جل ثناؤه: لترون ماوعدتم منها رأي العين عين يقين.
وتأويل ((ثم لتسألن يومئذ عن النعيم)) هو: لتوقفن حينئذ على ماكنتم فيه قبل متوفاكم، وفي حياتكم ودنياكم من النعيم والمن العظيم، الذي كانوا ينعمون به في الحياة الدنيا وبقائها، وقبل ماصاروا إليه من الآخرة وشقائها، وليس مما نزل من الله عزوجل من آياته في هذه السورة ولاغيرها طويلة ولاقصيرة إلا وفيها بمن الله دلالات خفية باطنة وظاهرة منيرة، ففي أقل ظاهرها ماكفى وأغنى، وفي خفيها من الحكمة والبركة مالايفني.
Страница 194