Сияющие светильники света

Абдаллах Ахмед аш-Шарафи d. 1062 AH
178

Сияющие светильники света

المصابيح الساطعة الأنوار

وتأويل ((يحسب)) هو أيحسب استفهاما وتوقيفا وتبيانا له وتعريفا على أن ما جمع وأعد من مال لنوائب مكروه بحال لن يخلده فينقذه، ولن يدفع عنه ويقيه فيه ما يخشى ويتقى من مكروه النوائب، كيف لا وهو لا يدفع عنه من الموت أكبر المصائب، لا ينتفع عند الموت به، ولا بكده فيه وكسبه، وكذلك كلما أراده الله به من ضر سوى الموت، فليس يقدر له بجمع ماله وإعداده على خلاص ولا فوت في عاجل دنياه، وكذلك هو في مثواه يوم القيامة إذا نبذ في الحطمة، ونبذه فيها إلقاؤه إليها، والحطمة: فهي الأكول لأهلها باستعارها وحرها، وهي النار التي جعل الله وقودها كما قال سبحانه بما جعل من حجارتها وأهلها في قرارها، وفي ذلك ما يقول تبارك وتعالى للمنذرين: ((فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين)) [البقرة:24] فنار الآخرة جعلت نارا فطرها الله يومئذ افتطارا، من غير حديد ولا حجر ولا شجر، ولا أصل لها قبلها مفتطرة كما نراه من هذه النار التي جعل أصلها من الحجر والأشجار كما قال سبحانه : ((أفرأيتم النار التي تورون (71) أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشؤون)) [الواقعة:72] ولو كانت نار الآخرة كهذه النار لكان وقودها بما توقد هذه النار من أشجار، ولكن الله عز وجل جعل أصلها حجارتها التي فيها وأهلها فتوقدت واستعرت لذلك بهم كما يوقد أهل هذه النار نارهم بحطبهم، فأهلها حطبها كما هم حصبها كما قال الله سبحانه: ((إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون)) [الأنبياء:98] فأهل جهنم بخلودها ودوام وقودها فيها خالدون لا يفنون أبدا، ولا يبيدون، كما يعود الحطب رمادا خامدا ورفاتا جامدا، كذلك تعود جلود أهل النار نار الآخرة رفاتا، وشيئا هامدا باليا مائتا فيجدد الله ذلك بعد بلائه، وتهافته تجديدا ليخلد الله بالتجديد له أهل النار فيها تخليدا كما قال سبحانه: ((كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما)) [النساء:56] فنار الآخرة أبدا بحجارتها وأهلها موقدة وحجارتها وجلود أهلها كلما بليت فمعادة، تقدير من عزيز حكيم لبقاء عذاب الجحيم.

وتأويل قوله: ((التي تطلع على الأفئدة)) فهو ما يصل إلى قلوب أهلها من الكرب والشدة، وتأويل ((عليهم مؤصدة)) فهو مطبقة مغلقة، وإغلاق جهنم فهو ما ذكر الله عز وجل من أبوابها، والإيصاد للأبواب الذي هو التغليق عليهم فهو من شدة عذابها وما ذكر الله من الإطباق والغلق فهو أكبر الغم والألم والحرق كما قال سبحانه: ((كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون)).

Страница 190