Сияющие светильники света
المصابيح الساطعة الأنوار
Жанры
تفسير (إنا أعطيناك الكوثر)
بسم الله الرحمن الرحيم
((إنا أعطيناك الكوثر)) تأويله : آتيناك، وآتيناك: وهبناك الكوثر، والكوثر: فهو العطاء الأكبر، وإنما قيل: كوثر من الكثرة كما يقال: غفران من المغفرة، فعرف الله رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وغيره من عباده بما من به عليه من نعمته، ومنه وإرشاده التي أقلها برحمة الله كثير، وأصغرها بمن الله كبير لا يظفر به إلا بمن الله، ولا يصاب أبدا إلا بالله.
وتأويل ((فصل لربك وانحر(2)إن شانئك هو الأبتر)) فأمر منه سبحانه لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم بأن يصلي صلاته كلها لربه، وربه فهو الله تبارك وتعالى، الذي أنعم عليه من النعم والكرامة بما أنعم به؛ لأنه قد يصلي كثير من المصلين لغير الله مما يعبدون، ويصلي أيضا بعض أهل الملة بالرياء وإن كانوا يقرون ويوحدون، وأمره سبحانه إذا نحر شيئا من النحائر قربانا لربه ألا ينحره عند نحره له إلا لله وحده ربه، لأنه قد كان ينحر أهل الجاهلية للأصنام والأوثان، ويشركون في نحائرهم بينها وبين الرحمن، ويذكرون أسماء آلهتهم عند نحرها، ويذكرون الله جل ثناؤه عند ذكرها، وفي ذلك ما يقول الله سبحانه: ((ولا تأكلوا مما لم يذكراسم الله عليه)) يعني اسمه خالصا، وما لم يكن له جل ثناؤه من النحائر والذبائح خالصا.
وأخبر سبحانه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن من شنأه فأبغضه من البشر فهو مخذول ذليل أبتر ليس له عز مع بغضه له وشنآنه [ولا منتظر إكراما من الله جل ثناؤه لرسوله صلى الله عليه وعلى آله وإخزاء لمن شنئه] وأبغضه ولم يؤد إلى الله في محبته فرضه، فنحمد الله على ما خص به رسوله من كراماته، وأوجب على العباد من محبته وولايته، وقد قيل: إن الكوثر نهر في الجنة خص الله رسوله به وجعله جل ثناؤه في الجنة له، وقالوا: إن شانئه الأبتر المذكور في هذه الآية قصره هو عمرو بن العاص السهمي خاصة وتأويل ذلك إن شاء الله وتفسيره هو كل من شنأه عمرو كان أو غيره.
Страница 182