44

Масабих ад-Дурар фи Танаcуб Аят аль-Куран аль-Карим уа ас-Сувар

مصابيح الدرر في تناسب آيات القرآن الكريم والسور

Издатель

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Номер издания

العدد١٢٩-السنة ٣٧

Год публикации

١٤٢٥هـ

Жанры

النَّوْع الثَّانِي - فِي صميم بِنْية السُّورَة الْوَاحِدَة، من غير نظر إِلَى علاقتها بِمَا قبلهَا أَو مَا بعْدهَا ... وَالله أعلم.
وَمهما يكن من أَمر.. فلبعض الْعلمَاء اعتراضٌ على هَذَا النَّوْع الثَّانِي برُمَّته، وسوف أعرض لهَذَا الرَّأْي، وَأبين وَجه الصَّوَاب فِيهِ عِنْد الْكَلَام الموسَّع عَن أَنْوَاع التناسب.. وَالله الْمُوفق والمعين.
.. وَهَذَا الْكَلَام السَّابِق كلُّه يتَعَلَّق بتاريخ التطبيق العملي لهَذَا الْفَنّ.
وَأما على مستوى (التنظير) و(التقعيد) لَهُ، ومحاولة ضبط معالمه الفنية، وقواعده المنهجية، الَّتِي يُمكن أَن يترسَّمها من يُرِيد المساهمة فِيهِ بِوَجْه.. فثمة كلامٌ قديم حوله فِي كتب عُلُوم الْقُرْآن، وَلَا سِيمَا (الْبُرْهَان) للزركشي، الَّذِي خصص لَهُ النَّوْع الثَّانِي بعد (معرفَة أَسبَاب النّزول) مُبَاشرَة (١) .. وَقد اسْتَفَادَ مِنْهُ السُّيُوطِيّ - وَزَاد عَلَيْهِ بعض الشَّيْء - فِي (الإتقان)، حَيْثُ خصص لَهُ النَّوْع الثَّانِي وَالسِّتِّينَ (٢) .. وكل من كتب فِي هَذَا الْفَنّ بعدهمَا عالةٌ عَلَيْهِمَا فِي أصل الْمَادَّة، وَإِن لم يخل الْأَمر، أَحْيَانًا، من إِضَافَة هُنَا أَو هُنَاكَ !
وَلَا يَتَّسِع الْمقَام هُنَا لتعداد من كتبُوا فِيهِ من المعاصرين؛ إِذْ إِن الْكِتَابَة فِيهِ (تنظيرًا وتطبيقًا) قد اتسعت جدا؛ فَلَا يكَاد يَخْلُو كتاب فِي عُلُوم الْقُرْآن من فصلٍ عَنهُ.. وَلَكِن الْإِضَافَة الْحَقِيقِيَّة فِيهِ قَليلَة - مَعَ الأسف -. وَلَعَلَّ من أبرز مَا يُمكن أَن يرصد فِي هَذَا السِّيَاق، كِتَابَة الْأُسْتَاذ الْجَلِيل الدكتور الشَّيْخ مُحَمَّد عبد الله دراز - رَحْمَة الله عَلَيْهِ -، فِي كِتَابه المهم (النبأ الْعَظِيم)، وَالَّذِي عرض فِيهِ لقضية التناسب عرضا فائق الْجَوْدَة، وحاول تطبيقها على سُورَة الْبَقَرَة - أطول

(١) انْظُر: الْبُرْهَان، ١/٣٥: ٥٢
(٢) انْظُر: الإتقان، ٢ / ٩٧٦، ٩٩١

1 / 56