Маруият аль-Мазах ва аль-Доаба ан ан-Наби ﷺ ва ас-Сахаба

Фахд бин Мукад Аль-Отайби d. Unknown
51

Маруият аль-Мазах ва аль-Доаба ан ан-Наби ﷺ ва ас-Сахаба

مرويات المزاح والدعابة عن النبي ﷺ والصحابة

Издатель

دار بلنسية

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٤ هـ

Место издания

الرياض

Жанры

وحديث عمرة بنت عبد الرحمن قالت: قلت لعائشة ﵂: كيف كان رسول الله ﷺ إذا خلا؟ قالت: «كان أبرَّ الناس، وأكرم الناس، ضحَّاكًا، بسَّامًا». في أحاديث كثيرة يطول سردها، وقد تقدم بعضها. والنواجذ» هي الأضراس، ولا تكاد تظهر إلا عند المبالغة في الضحك، وعليه، فظاهر هذه الأحاديث معارض لظاهر الأحاديث المتقدمة في أن النبي ﷺ ما كان يزيد على أن يتبسم. وحتى يُدْرَأ هذا التعارض فإني أقول: اعلم- رحمك الله وسدَّدك- أنه لا منافاة بين كونه ضحك حتى بدت أضراسه، وبين حديث عائشة ﵂ المتقدم؛ لأنه يمكن التوفيق بينهما من ثلاثة أوجه- والحمد لله- وهي: أولًا: أن الأحاديث التي فيها إخبارٌ بأن النبي ﷺ ضحك حتى بدت نواجذه مُثْبِتَة للفعل، وحديث عائشة نافٍ له، والمقرر عند أهل العلم بالحديث والأصول أن المُثْبت مُقَدَّم على النافي. ثانيًا: أن عائشة ﵂ إنما نفت الاستجماع للضحك وهو التَّأهُّب له، وفرق بين الضحك، والاستجماع للضحك. قال الحافظ: «مستجمعًا ضحكًا» أي: مبالغًا في الضحك لم يترك منه شيئًا، يُقال: استجمع السَّيْلُ: اجتمع من كل موضع ..».

1 / 55