وروى لنا ابن أبي زرعة القزويني (1)، وكان أعلم الناس بالحديث، أن أبا بكر قال: «يا لهفي على ساعة تقدمني فيها ابن أبي طالب، فلو سبقته لكان لي سابقة الإسلام».
والسبق في الإسلام غاية الفضل في الصحابة، فله هذه المزية، والمشايخ لا يشاركونه فيها.
وروينا أنه قال (صلى الله عليه وآله) له:
«لو وزن إيمان علي بإيمان أهل الأرض لترجح».
وأهل الحشو (2) تروي في أبي بكر مثل هذا، و[أن] العقل يمنع من أن يكون لعلي السبق عليه، وايمانه أرجح من إيمان علي، وعن هذا دفع أبو عثمان الجاحظ (3) إلى أن قال: «كان اسلامه إسلام الصبيان وعن تقليد، وإسلام أبي بكر عن بصيرة»!!
وهذا جهل، فإن عليا افتخر بإسلامه، وذكره النبي في مدحه، فلو كان ذلك تقليدا لما صح هذا.
Страница 30