Мараки аль-Изза ва-Мукаввимат ас-Саада
مراقي العزة ومقومات السعادة
Издатель
دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع
Номер издания
الأولى
Год публикации
١٤٤٣ هـ - ٢٠٢١ م
Место издания
الدمام - السعودية
Жанры
[الشورى: ٤٠]، فلا أحد يقدِّر قدْر أجره إلا مَن تكفل به، وهو الله ﷿، كما قال تعالى في الصوم: «الصوم لي وأنا أَجْزي به» (^١).
وامتدح ﷿ من صبر وغفر بأنه من أهل عزائم الأمور، فقال تعالى: ﴿وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ [الشورى: ٤٣]؛ وذلك لأنه جمع بين الصبر والعفو والستر.
ورغَّب ﷿ بالعفو، وبيَّن أنه أقرب للتقوى، فقال ﷿: ﴿وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ [البقرة: ٢٣٧].
ورتَّب ﷿ على العفو والصفح المغفرة والرحمة، فقال تعالى: ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ﴾ [النور: ٢٢]، وقال تعالى: ﴿وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [التغابن: ١٤].
ورغَّب ﷿ بدفع السيئة بالحسنة مبينًا أثرها العظيم في جعل العدو صديقًا، وأنه لا يلقاها إلا أهل الصبر والحظ العظيم، فقال تعالى: ﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (٣٤) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾ [فصلت: ٣٤، ٣٥].
وقال ﷺ: «ما نَقَصَ مالٌ من صدقة، وما زاد اللهُ عبدًا بعفوٍ إلا عِزًّا، وما تواضع أحدٌ لله إلا رَفَعَه الله» (^٢).
وعن ابن عباس ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا كان يومُ القيامة نادى منادٍ يقول: أين العافون عن الناس؟ هلُمُّوا إلى ربكم وخُذوا أجورَكم، وحقٌّ على كل امرئٍ عفا أن يدخلَ
(^١) أخرجه مالك في الصيام (١/ ٣١٠)، والبخاري في الصوم (١٩٠٤)، وفي التوحيد (٧٤٩٢)، ومسلم في الصيام (١١٥١)، والنسائي في الصيام (٢٢١٦ - ٢٢١٨)، والترمذي في الصوم (٧٦٤)، وابن ماجه في الصيام (١٦٣٨)، والدارمي ٢/ ٤٠ (١٧٧٠)، وأحمد ٢/ ٢٥٧ (٧٤٩٤) من حديث أبي هريرة ﵁. وأخرجه النسائي في الموضع السابق (٢٢١١) من حديث علي ﵁. وفي (٢٢١٢) من حديث ابن مسعود ﵁. وفي (٢٢١٣) من حديث أبي سعيد ﵁. (^٢) أخرجه مسلم في البر والصلة (٢٥٨٨)، والترمذي في البر والصلة (٢٠٢٩)، وأحمد ٢/ ٢٣٥ (٧٢٠٦)، والدارمي ١/ ٤٨٦ (١٦٧٦) من حديث أبي هريرة ﵁.
1 / 74