عند الحفاظ ولا حوضي بمهدوم
أصلي كريم ومجدي لا يقاس به
إلى لسان كحد السيف مسموم
أحمي به مجد أقوام ذوي حسب
من كل قزم بتاج الملك معموم
جحاجح سادة بلج مرازبة
جرد عتاق مساميح مطاعيم
من مثل كسرى وسابور الجنود معا
والهرمزان لفخر أو لتعظيم
فصاح القوم: لا فض فوك يا ابن يسار، بمثلك تنهض الدعوة، وتتأجج الثورة، فلما عادوا إلى الحديث قال إسماعيل: أما العبث بين فتيان بني أمية قد بلغ الغاية، وقد جهدنا جهدنا في إذاعة مثالبهم ونشر أخبارهم، ووصمهم بكثير من النقائص بالحق وبالباطل، حتى أصبحوا حديث كل غاد ورائح، وأخذ الناس يشعرون بوجوب زوال دولتهم وانتهاء أمرهم، والوليد بن يزيد سادر في غلوائه، لا يقف في طريقه شيء، وإذا نصحه ناصح، أو زجره زاجر زاد عنادا وتحديا، كأنه يتعجل نهاية أيام بني أمية، وهو ولي العهد، وإذا ولي الخلافة على تلك الحال قوى ثورتنا، ومكن لدعوتنا، وقدم الخلافة هدية سائغة هنيئة لأمير المؤمنين ابن العباس، لكل هذا تعمل جماعتنا بدمشق على إحباط كل مسعاة لهشام في خلعه من ولاية العهد، ونقلها إلى ابنه مسلمة، ولأجل هذا نحث دائما رستم غلامه أن يوحي إليه بكل شنعاء، وعندكم بخراسان جماعة منظمة تبعث بالجواري الحسان إلى قصور أمراء بني أمية لإغرائهم بالتبذل، وليكن جاسوسات عليهم، ينقلن أخبارهم، ويفشين أسرارهم، وقد نجحن كثيرا، وأصبحن المتحكمات في الدولة، المسيطرات على خلفائها وقوادها، ولو طال عمر «حبابة» جارية يزيد بن عبد الملك قليلا لانتهى حكم بني عبد شمس منذ حين، ولكنا اليوم ناعمين هانئين في ظل خلافة بني العباس، فصاح أبو مسلم: لقد طال حكم هشام حتى كاد يدب اليأس إلى نفوس بعض ضعفاء العزائم من شيعتنا .
Неизвестная страница