ابن عباس إلى الخوارج بالنهروان فرجع بعضهم إلى الطاعة (1).
وحديث مناظرة ابن عباس مع الخوارج مذكور في آخر خصائص أمير المؤمنين للنسائي / 48.
وقال الشهاب الخفاجي ، المتوفى سنة (1100) ه : حديث النبي (ص): «تقتل عمار الفئة الباغية» ، وقد قتله أصحاب معاوية وكان مع علي (ع) بصفين ، وهو صريح في أن الخليفة هو علي (ع)، وأن معاوية مخطئ في اجتهاده. والباغية من البغي : وهو الخروج بغير حق على الإمام. وفي الحديث عنه (صلى الله عليه وآله): «إذا اختلف الناس ، كان ابن سمية مع الحق». وابن سمية : هو عمار ، كان مع علي (ع). وهذا هو الذي ندين الله به ، وهو أن عليا كرم الله وجهه على الحق ، ومجتهد مصيب في عدم تسليم قتلة عثمان (2).
وقال الشوكاني ، المتوفى سنة (1255) ه : في حديث أبي سعيد عن النبي (صلى الله عليه وآله): «تكون امتي فرقتين ، يخرج من بينهما مارقة يلي قتلهم أولاهما بالحق» دلالة على أن عليا (ع) ومن معه هم المحقون ، ومعاوية ومن معه هم المبطلون (3).
وحكى أبو الثناء الآلوسي المفسر عن بعض الحنابلة : التصريح بوجوب قتال الباغين ؛ لأن عليا (ع) اشتغل في زمان خلافته بقتال الباغين دون الجهاد ، فهو إذا أفضل من الجهاد. ثم ذكر ندم عبد الله بن عمر على تركه المشاركة مع علي (ع) في قتال الباغين ، ولم يتعقبه الآلوسي بشيء (4). وقال محمد كرد علي : ما خالف علي في البراءة من قتلة عثمان ، وقد كان قتلته من أكثر القبائل ، وكانوا عددا ضخما لا طاقة لعلي عليهم. ومن المتعذر عليه أن يسلمهم أو بعضهم ؛ وهم عضده ولو كان يعرفهم بأعيانهم. وقد وقعت المسألة على غير رضاه ، وليس من مصلحته أن يستهدف لغضب عشائر كثيرة تقوم بنصرته اليوم. وكان علي (ع) يحلف بالله أن بني امية لو أرادوا منه أن يأتيهم بخمسين
Страница 81