وأمره بالاستعجال على الشخوص إلى الكوفة ؛ ليطلب ابن عقيل فيوثقه أو يقتله أو ينفيه (2).
فتعجل ابن زياد المسير إلى الكوفة مع مسلم بن عمرو الباهلي والمنذر بن الجارود وشريك الحارثي وعبد الله بن الحارث بن نوفل في خمسمئة رجل انتخبهم من أهل البصرة ، فجد في السير وكان لا يلوي على أحد يسقط من أصحابه حتى أن شريك بن الأعور سقط أثناء الطريق ، وسقط عبد الله بن الحارث ؛ رجاء أن يتأخر ابن زياد من أجلهم فلم يلتفت ابن زياد إليهم ؛ مخافة أن يسبقه الحسين إلى الكوفة. ولما ورد القادسية سقط مولاه مهران فقال له ابن زياد : إن أمسكت على هذا الحال فتنظر القصر فلك مئة ألف ، فقال : والله لا أستطيع ، فتركه عبيد الله ولبس ثيابا يمانية وعمامة سوداء وانحدر وحده ، وكلما مر بالمحارس ظنوا أنه الحسين (ع) فقالوا : مرحبا بابن رسول الله ، وهو ساكت ، فدخل الكوفة مما يلي النجف (3).
واستقبله الناس بهتاف واحد : مرحبا بابن رسول الله ، فساءه هذا الحال وانتهى إلى قصر الامارة ، فلم يفتح النعمان باب القصر ، وأشرف عليه من أعلى القصر يقول : ما أنا بمؤد إليك أمانتي يابن رسول الله ، فقال له ابن زياد (4): افتح
Страница 149