166

============================================================

الديمومة إنما هي أعمال نفسية1 تلحق الأزلية التي هي إفاضة عقلية. فاعرفه. وهكذا حكى الله، تعالى ذكره، عن قوم موسى، عليه الصلام، قوله:{ إنا ن نذخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك).2 ولا شك أن ديمومتهم في بيت المقدس إنما هي مدة مكثهم. ومكثسهم فيها ليس بأزلي. فيؤدي الشرح عن الديمومة بأنها دون الأزلية عن3 قول الله تعالى4 في تخليد السعداء والأشقياء : اخلدين فيها] ما دامت السموات والأرض). * إن تلك الديمومة ليست بأزلية لأهل الشقاء ولأهل السعادة. صارت ديمومتهم أزلية، لأنها مقرونة بشريطة أنها غير مقطوع عنهم ذلك.

ومعنى دمومة السماوات والأرض مدة دورانسها المقدرة فيها لبلوغ النفس إلى ما بسط لها من فوائد علتها7 والاشقياء [127] محصورون فيما اكتسبوا من الشر، لا محيص هم عنه، ولا خلاص لهم منه، والسماوات ما دامت في دوراها المقدرة فيها.

فإن تحريك النفس إياها بما هو أمامها، لا بما وراءها من الأشقياء المحصورين فيما اكتسبوه." وإذا كمل دورد السماوات أمكن أن يكون نظر النفس إلى ما وراءها.

فيكون ذلك رحمة على بعض الأشقياء، فيخرجون من جهنم ويدخلون الجنة.

والتخليد دون الديمومة، لأنه قد يقال للشيء الذي يدرك لبثه إنه مخلد، مثل ما يقال في كتب السحلات: خلدت ديوانه بمدينة السلام، وخلدت ديوانه بيسابور، وخلدت ديوانه بزرنج. والسجل مما تقبل الفساد والاستحالة، والديوان أيضا ز: نفسانية.

2 سورة المائدة 2405.

3 ز: عن معنى. وكان كذلك في ه قبل التصحيح.

، ز: تعالى ذكره.

ه سورة هود 11: 108،107.

العتوان في حاشية ه: معنى دحومة السماوات والأرض.

ز: اكتسبوا.

ز: دوران.

كما صححناه وفي النسختين: كتبه.

169

Страница 166